الأهرام
محمد أمين المصرى
كلمات - مباراة عودة الروح
بينما كان المصريون يحتفلون بتأهل منتخبنا الوطنى لمونديال روسيا 2018، خرج بعض المغرضين ليتلاعبوا بالسياسة ويألبوا أجهزة الدولة ضد بعض اللاعبين واتهامهم بالأخونة أو السلفية، فى اتهام باطل ومعيب لم يكن وقته أبدا..وكان حرى بهؤلاء أن ينفعلوا مع مجريات المباراة ويفرحوا فى نهايتها ويحتلفوا مع الملايين فى الشوارع. ففرحة التأهل غابت كثيرا وعندما يأتى وقت البهجة نستغله ولا نضيعه فى مهاترات سياسية.. فلا داعى للاصطياد فى المياه العكرة وتنبيه الأجهزة الى أن اللاعب الفلانى وغيره لم يغن النشيد الوطنى قبل المباراة، وكفى ما جرى لأبو تريكة معشوق الجماهير. ثم مغرض آخر استغل عدم تأهل المنتخب التركى ليعقد مقارنة بين حسرة أردوغان وفرحة السيسي، ومعنى هذا أن رؤساءنا عاشوا بحسرتهم منذ 1989.

لقد عبر المصريون عن فرحتهم بعد أن تحكمت كرة القدم فى قلوب الشعوب وبسمتهم أيضا، فالكرة مصدر سعادة، وتتحكم فى المشاعر خاصة مع شعب ربما فقد أمله فى غد آمن اقتصاديا فرأى أن يعيش لحظة الانتصار بكل حواسه كى تنسيه همومه وهو الذى أصبح كسيرا من كثرة ضغوط الحياة، بحث المصريون عن هويتهم فى المباراة والشعور بالذات، فهى انتماء للوطن وليس تكريسا لأى أيديولوجية، فتوحدت قلوبهم وتفرقت الأحزاب ولم يربط الجميع سوى تحقيق الأمل.

لقد أسعدتنا روح المباراة، التى تغيب أحيانا عن عالم كرة القدم، ولكنها لا تغيب مثلا عن لاعبى الأهلي، وربما كان للفانلة الحمراء مفعول السحر لمن يرتديها، فهى تحوله الى كائن آخر كله حيوية ونشاط، بعكس ألوان أخرى تنزل على مرتديها وكأن على رءوسهم الطير. فالفرعون محمد صلاح لعب بروح ومثله العملاق عصام الحضري، حتى إنهم ذكرونا بحسن شحاتة والخطيب وطه بصرى وحسن حمدى وعلى أبوجريشة وطاهر أبو زيد وجمال عبد الحميد وأبو تريكة وحسام حسن وشقيقه إبراهيم..كل هؤلاء وآخرون كانوا يبثون الهمة والنشاط فى زملائهم خاصة فى المباريات الدولية.

شكرا لكل لاعبى المنتخب الذين تعلموا درس عدم الاستهانة بالخصم، وشكرا على وفائهم بعهدهم بإسعادنا بعد أن تحملوا أوقاتا عصيبة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف