علاء طة
ابيض واسود - نهاية يوم من الأكاذيب!
"في مهنة الصحافة يصمد من له أولويات وليس مبادئ"
فاسيلو مدير تحرير إحدي صحف الحوادث في برشلونة لمارتين بطل رواية "لعبة الملاك" للإيطالي كارلوس زافون.
"1"
لا يمكن أن تغيب الصحافة.. الحياة بدونها لا طعم لها.. مثل قضاء يوم غائم علي الشاطئ دون شمس.. ومثل السير ليلاً بالسيارة دون كشافات إضاءة.. يشتري القراء الصحف في الصباح للحصول علي أمل جديد.. يدفعون المال مقابل المعرفة والتعليم والتسلية.. ولا نبالغ لو قلنا إن الصحفيين وكلاء المواطنين شعبياً. يدافعون عن حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية.. في المدرجات يكون الهتاف المدوي ضد ظلم التحكيم: "الصحافة فين؟".. وقوة الصحافة وتنوعها واستقلاليتها وحريتها في التعبير مؤشر لقوة الدولة.. ومفاهيم ومصطلحات الاستقرار والحفاظ علي الدولة والوحدة الوطنية التي تخرج من أفواه الساسة مثل ديناصورات خشنة هي في الحقيقة لا تتحقق سوي بحرية الرأي والتعبير وقبول الآخر والنقد وهذا هو تقدمه الصحافة.
"2"
من تخدم الصحافة؟ الإجابة الصحيحة: القارئ الذي تقدم له الأخبار والتحليلات والرؤي والقصص الطازجة.. الأمر يشبه مطعم يقدم الوجبات الشهية لمرتاديه. وأقرب لمباراة كرة قدم يتنافس اللاعبون لتقديم متعة للجمهور في المدرجات.. حقيقي أن عمال المطعم واللاعبين حريصون كل الحرص علي إرضاء صاحب العمل أو رئيس النادي. ينفذون التعليمات والتوجيهات مهما كانت. لكن كلما جودوا في أصناف الطعام. أو أبرزوا مهاراتهم في التهديف بالملعب. كلما ضمنوا عملهم. وانهالت عليهم الأرباح والمكاسب.
"3"
في البلد الذي لا ينجح فيه سوي الحمقي. يتراجع أصحاب الكفاءات لآخر الطابور. ويتقدم أهل الثقة للأمام. يعششون في المناصب القيادية. غربان تنعق بالنفاق والتزلف والتدليس.. والمحصلة انعدام للكفاءة في كل شيء وإحساس عارم بالقهر.. السوال الكبير: لماذا يتقدم الغرب والعالم من حولنا ونتأخر ونتخلف نحن؟ تبدو الإجابة عليه سفسطة ووجع رأس وألم في الصدر وتضييع للوقت.
"4"
جميع الحمقي يزيدون من بؤس الآخرين. رجال عقولهم فارغة. قلوبهم ميتة. وضمائرهم لا تعرف سوي الحسابات البنكية. بمكر الذئاب يخفون جشعهم للسلطة. وبنعومة الأفاعي يسترون خستهم. ويبتهلون للأخ الكبير بقرابين البشر الذين يقتلونهم بالشائعات والتقارير للجهات المسئولة باسم الحفاظ علي الدولة والشعارات والأديان والعقائد والقيم والجنس.. هذا زمن الإخوة الصغار. مسوخ بليدة لا تفكر سوي في الشهرة والثراء وصنف المرأة التي ستملأ الفراش في نهاية يوم من الأكاذيب!