الجمهورية
ماهر عباس
رسالة من القلب - محمود طاهر وتكريم المنتخب
من حقنا أن نفرح بمنتخبنا الوطني لكرة القدم ومن الواجب تكريمه بما يليق بالإنجاز لما قدموه للوطن.. من حق شبابنا أن يفرح بوصول المنتخب إلي نهائيات كأس العالم بعد 28 عاماً.. هذه الأفراح أعادت البهجة إلي الشارع.. عودة الشباب إلي الميادين وانصرافها بعد الفجر دليل وعي سياسي رائع فقد امتلأت الميادين بعلم الوطن وشعار "مصر.. مصر.. تحيا مصر".. لم اتخيل الآلاف التي وقفت في الميادين وسط اهازيج النصر الكبير يوم 8 أكتوبر رغم الدعاية الضالة للجماعة الإرهابية التي لم يسعدها أن نفرح بانتصارنا الكروي.
اللافت أنه مع اطلاق الحكم لصافرة النهاية وهدف الفوز خرج الشباب إلي الشارع للتعبير عن الفرحة.. واقف أمام 3 مشاهد في الليلة التي أبكت المصريين مرتين عند هدف التعادل ومع هدف الفوز.
المشهد الأول بعيداً عن التواجد المطمئن في الشارع لحماية الجماهير من الحاقدين والذين لا يريدون لهذا الشعب أن يفرح.. وهذه الجماهير العاشقة لمنتخبها. من كل فئات الشعب الجميع سعي للسفر لبرج العرب لحضور اللقاء وبينها ذلك الشاب الغض الذي أبكي الجميع لحظة الهدف الذي سجله الكونغو وسقوط النجم محمد صلاح في حالة انعدام وزن غير مصدق لما حدث.. وسقوطه علي الأرض ثم نهضته بهمم الأبطال ليزرع الحماس من جديد.. والصورة الإنسانية الرائعة للزميل السمري ابن الجمهورية للشاب المعاق الذي نسي الإعاقة ولف بجسمه من الفرحة علي عكازيه.
المشهد الثاني حركة الجماهير ومعظمهم من شباب لم ير مصر في كأس العالم ولد بعد عام 90 شباب واع عبر عن فرحته بنزوله الشارع راسماً لوحة فرح بديعة.. شاهدتها بنفسي في منطقة "الكوربة" علي بعد أمتار من قصر الاتحادية وسط شرطتنا التي كانت تحميهم من الدخلاء وتشاركهم الفرحة.. ونفس الشيء منطقة شيراتون التي لم تنم حتي منتصف الليل عند شارع البحر الشهير وسط رجال الشرطة دون تقييد لحركة السير.
أما المشهد الثالث فكان اللفتة الذكية للرياضي الخلوق المهندس محمود طاهر رئيس النادي الأهلي الذي ضرب مثلاً يحتذي به عندما كرم أعضاء المنتخب وأسرة التدريب بقيادة الداهية كوبر بحضور المهندس هاني أبوريدة رئيس الاتحاد بعد ساعات من تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي الرائع للمنتخب.
ولماذا تكريم المهندس طاهر؟ بعيداً عن أبناء الأهلي فقد كانت كلمات المهندس طاهر لأبناء المنتخب رسائل حب للإنجاز العظيم ورجاله الأبطال.. ورداً شافياً علي المتاجرين بتاريخ الرجل بـ "حكاية الاسترشادية" والذين حاولوا اختلاق الأكاذيب في أتون معركة انتخابية لرجل حقق إنجازات ملموسة لناديه وأحب الجميع.
كلام المهندس طاهر في حفل التكريم للاعبين والشكر لهاني أبوريدة وكوبر ومساعديه رسالة ودرس في الوطنية وحب الوطن مؤكداً أن من يبني لا يهدم.. هذا ليس بمستغرب علي طاهر "عفيف اللسان" الذي رفض الرد علي "ردح" قنوات "نص الليل" التي لا صدي لها. ورد علي المدعين بأن الرشاوي الانتخابية علي أبواب الأعضاء. لم يدر هؤلاء أن الأهلي قلعة وطنية فوق الجميع. والأشخاص ذاهبون والكيان الباقي.
المهم علينا أن نفكر جلياً وخاصة رجال الأعمال بإنشاء صندوق لدعم المنتخب لما بعد موسكو. ومن درس المنتخب علي شبابنا أن العمل والإنتاج هو الذي سيبني الوطن ومعا إلي موسكو لنحقق ما يطمح له أبناء الوطن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف