عباس الطرابيلى
هموم مصرية - الناس .. وأنبوبة البوتاجاز
رغم التوسع الهائل فى خطة توصيل «الغاز» إلى البيوت.. إلا أننا ما زلنا نجد 17 مليون فرد يتعاملون مع أنبوبة البوتاجاز.. وهى «السلندر» أو الأسطوانة.. ولكن العامة اتفقوا عليها هكذا «الأنبوبة»!!
وربما نكون أكثر شعوب الأرض عنفاً فى استخدامنا لهذه الأنبوبة فرغة أو مملوءة.. سواء فى مرحلة - نقلها أو تركيبها أو تشغيلها، سواء نقلناها بسيارات مخصصة أو تم توزيعها بعربات الكارو وتجرها الحمير والخيول أو بهذا التريسكل المصرى النشأة.. وبسبب سوء تعاملنا مع هذه الأنبوبة يقع الكثير من الحوادث، والانفجارات.. وربنا لا يوريكم نتائج انفجار هذه الأنبوبة.. إذ هى قنبلة شديدة الانفجار تهدم البيوت.. وتقتل وتشوه الأجساد.
ففى النقل نجد من يلقى بها من فوق السيارة إلى أرض الشارع الأسفلت.. أو «يدحرجها» بقدميه على الأسفلت.. أو يضعها على السلم ثم يدفع بها بقدميه لتندفع هابطةً على السلالم.. بالذات ممن يسكنون فى أدوار عالية.. وأقسم بالله- وكنت مرة فى رأس البر منذ سنوات وجدت من يلقى بأنبوبة فارغة من بلكونة شقة بالدور الرابع إلى عرض الشارع، ولكل هذه الأسباب نجد 90٪ من الأنابيب «مكعورة» أو«مدغدغة» لا تتبين معالمها الأسطوانية ولمن لا يعلم فإن خطر الأنبوبة الفارغة لا يقل عن خطرها وهى مملوءة.. ولكن تقول لمين!! ثم هناك من يحملها على دراجته ذهاباً وعودة إلى مراكز توزيعها.. وهناك من يضعها فى صندوق السيارة، يعنى بجانب خزان البنزين.. تخيلوا وتظل تتأرجح فى شنطة السيارة وتتخبط فى جوانبها.. أى بجانب خزان البنزين أو أنبوبة غاز السيارة، إن كانت تعمل بالغاز..
ثم كيف يتعامل بعضنا مع الأنبوبة عندما تقترب من «التشطيب» هناك من يقلبها على رأسها.. لعل وعسى ما بقى بها من غاز يصل إلى شعلة الطبخ.. أو من يصب عليها كميات من المياه الساخة وهكذا.. ثم إن معظمنا لا يعرف أهمية «الجلدة» التى يجب وضعها فى «المنظم» على فوهة الأنبوبة.. وهات يا.. خبط..
وإذا كان ذلك «بعض» تعاملنا مع الأنبوبة فى البيوت، فإن هناك من يسىء التعامل مع الأنابيب الكبيرة سواء فى المطاعم وما أكثرها أو المقاهى وأيضاً عند الفرارجية.. وكل هذا ربما يهون إذا عرفنا كيف يلقى بها سائق السيارة من فوقها - بكل هذا الحجم إلى أرضية الشارع الأسفلت وعندما حاولت تنبيه هذا السائق نظر إلى مستهجناً.. ثم قال: يا بيه إحنا بنعمل معاها أكتر من كده.. وتخيلوا واحدة تنفجر وسط سوق مكتظ.. أو وسط مقهى مزدحم.
فهل يا ترى هؤلاء ينتقمون من الأنبوبة لأنهم كثيراً ما يحصلون عليها بشق الأنفس.. وإذا حصلوا عليها دفعوا فيها أحياناً ضعف الثمن الذى حددته وزارة البترول وتدعمه الدولة.. أم هى عادة مصرية قديمة أن نتعامل مع ما لا نملكه بمنتهى القسوة «والغل» والانتقام.. ولا فرق هنا بين مستخدمى الأنبوبة فى الريف ومستخدمها فى الحضر.
أم الأفضل أن ترفض نقط بيع هذه الأنابيب استلام أى أنبوبة ليست مستوية.. أم نطالب الوزارة بسحب الأنابيب التى فقدت صورتها الأسطوانية العادية..
كل ذلك يجب أن نضعه تحت عيوننا.