طارق مراد
هاتريك - دروس أوروبية.. للكرة المصرية
في مقالي السابق تحدثت عن قضية أندريه أنييلي رئيس نادي اليوفنتوس وصدور قرار من المحكمة الرياضية الإيطالية بإيقافه لمدة عام عن ممارسة أي نشاط رياضي وتغريمه 20 ألف يورو.. ومعاقبة نادي اليوفي بـ300 ألف يورو لنفس السبب وذلك بعد أن ادانته المحكمة ببيع تذاكر مباريات ناديه لجماهير الالتراس وهو ما يخالف لوائح الاتحاد الايطالي لكرة القدم والتي تنص علي عدم بيع تذاكر مباريات المسابقات التي ينظمها أي ناد ومنعهم من دخول الملاعب في إطار الحرب التي تشنها جميع الاتحادات المحلية في أوروبا ضد ظاهرة تنظمات الالتراس لتحقيق أكبر قدر من الاستقرار وعودة الهدوء للملاعب والمسابقات وضمان استمرارها وانتظامها بسبب ما دأبت عليه جماهير التراس في الأندية الجماهيرية من أعمال شغب وعنف.
ولعل القرار يكون درساً مهماً للكرة المصرية إذا أرادت عودة الجماهير للملاعب بمعني ان اتحاد كرة القدم ورؤساء الأندية الجماهيرية المصرية وفي مقدمتهم الأهلي والزمالك والاسماعيلي والاتحاد السكندري والمصري مطالبون بالاتفاق علي آلية وخطة موحدة تضمن عدم وصول تذاكر المباريات لأيدي تنظيمات جماهير الالتراس وتمنعها من الدخول لملاعبنا الخضراء والتي سالت الدماء بسبب شغبهم وعنفهم في مذبحة ستاد بورسعيد.
وهناك درس أوروبي آخر يمكن الاستفادة منه أيضاً.. ويتمثل في قيام هانز رومينجيه رئيس نادي بايرن ميونخ الألماني أحد أهم وأشهر وأغني أندية العالم باتخاذ قرار بإقالة الايطالي كارول أنشيلوتي المدير الفني لفريق البايرن بعد مرور أربعة أسابيع فقط من عمر الدوري الألماني وذلك بسبب تردي النتائج وتذبذب العروض .
وكان السقوط المدوي للعملاق البافاري في مباراة الذهاب أمام البطل الفرنسي باريس سان جيرمان بالعاصمة باريس بثلاثية نظيفة بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير" فأصدر رومينجيه قراره الحاسم باقالة انشيلوتي بعد ساعات من فضيحة مباراة باريس.. ولم يعبأ الرجل بتاريخ أنشيلوتي في عالم التدريب كأحد أهم المدربين في العالم.. وانه سبق وقاد الفريق الألماني الموسم الماضي للفوز ببطولة الدوري الالماني ولكن لم يحمل هذا الفوز بالدوري أي جديد لعشاق البايرن لأنها كانت المرة الخامسة علي التوالي التي يتوج فيها الفريق بطلاً للدوري.
ولكن رومينجيه تذكر فقط هذه اللحظة أن انشيلوتي خسر في المقابل كأس ألمانيا وفشل في تحقيق الهدف الأهم والذي من أجله تعاقدوا معه وهو الفوز بكأس دوري الابطال وهي المسابقة الأغلي والأعظم .
ولم يعبأ رئيس البايرن بأن الموسم المحلي مازال في بدايته ومازال الوقت متسعاً في امكانية التعويض والتأهل لدور الثمانية لعرس الأبطال الأوروبي ولكنه تذكر فقط ان البايرن ناد كبير وان هدفه دائما ينصب علي الفوز بالبطولات وان الفريق لديه من الامكانيات الفنية والاقتصادية ما يجعله يتمسك بأهدافه الكبيرة .
وأري ان ما حدث لانشيلوتي مع البايرن يمثل درساً مهماً وهو ان إقالة المدرب مهما كان اسمه ومهما كان توقيت الاقالة حتي لو كان مبكراً ليس ببدعه كما يحاول البعض تصدير هذه الفكرة للرأي العام عندما يقوم أحد أنديتنا بإقالة مدربه بحجة توفير الاستقرار لأن الأندية الكبيرة مطالبة دائماً أمام جماهيرها بالدفاع عن طموحاتها وأحلامها ومكانتها وقدرتها في الفوز بالبطولات .