الأخبار
محمد درويش
نقطة في بحر - دار مصر وكرسي في الكلوب
الخميس الماضي وعلي الصفحة الأولي لصحيفة الأهرام نشر عدد من حاجزي مشروع دار مصر استغاثة للمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء.
الاستغاثة صاحبت المانشيتات العريضة التي استعرضت وضع حجر الأساس للعاصمة الإدارية الجديدة وما تغني به د.م. مصطفي مدبولي وزير الإسكان من الانجازات التي حققها رغم ان المشروع كما قال بدأ العمل فيه في مايو ٢٠١٦ أي قبل ١٦ شهرا فقط من الآن وبعد عام ونصف العام من بدء العمل في مشروع دار مصر.
الإعلان جاء بمثابة كرسي في الكلوب الذي كان ينير الفرح بالعاصمة الجديدة والتي بلا شك ستنقل مصرنا الحبيبة الي عصر المدن الذكية التي ستنتشر خريطها علي ربوع المحروسة.
المعلنون ناشدوا رئيس الوزراء التدخل لإلزام الوزارة بكراسة الشروط سواء في مواعيد التسليم التي مر عليها عام ونصف العام أو الإنشاءات ذاتها وبعضها لم يتقدم خطوة واحدة للأمام طوال عامين.
هذا الإعلان قادني إلي ما رصده الزميل هاني يونس المتحدث الاعلامي لوزارة الاسكان الذي يؤدي دوره كما ينبغي، فهو لا يكتفي بصياغة الاخبار التي تستعرض انجازات الوزارة علي أرض مصر من أدناها إلي أقصاها وارسالها إلي كل الصحف والمواقع والفضائيات حيث أصبحت هذه الانجازات هي حديث الناس، وبالطبع هي انجازات لا ينكرها إلا جاحد أو متشائم لا يري الا النصف الفارغ من الكوب.
لا يكتفي هاني يونس بهذا المجهود الكبير بل قام أيضا بتحويل صفحته ع الفيس بوك إلي الترويج للعاصمة الادارية وآلاف العاملين الذين حرص علي وضع صور جلوسهم في العراء لاداء صلاة الجمعة ولا أعرف إن كان هناك مسجد وهم خارجه بعد أن ضاق بمريديه أم أن الصلاة كانت فقط في الشارع تحت لهيب الشمس والأغرب أن ٩٩بالمائة من العمال لا يرتدون قبعات للوقاية من الشمس ولا حتي...التي تحميهم اثناء العمل، تباهي الاستاذ هاني يونس بالاعداد الغفيرة التي رفضت يوم إجازتها الاسبوعية وأصرت علي العمل ليتحقق بالفعل الشعار الذي وضعه هاني يونس لحديثه وهو تحيا مصر.
صديق لي انتهز يوم الاجازة وذهب إلي موقع المرحلة التانية من مشروع دار مصر ويطلق عليه الاندلس.
هذا المشروع الذي جمعت فيه الوزارة ما يقرب من ٢٠٠الف جنيه من كل حاجز حتي الآن بدأ العمل فيه قبل العمل في العاصمة الادارية بعام كامل وكان مفترضا تسليم المرحلة الاولي منذ عام ونصف والمرحلة الثانية هذا العام ولكن العمل هناك يسير بسرعة السلحفاة والغرامات علي ودنه لو مر شهر استحقاق القسط دون السداد.
المدهش أن الوحدات السكنية في العاصمة الادارية تم بناؤها وتشطيب فاخر ولم تطرح للبيع بعد.
أما دار مصر اللي جمعوا حتي الآن تكلفتها الفعلية تقريبا فلا حس ولا خبر علي صفحة المتحدث الاعلامي للوزارة ولا حتي في بياناته وإيميلاته.
ومن أكثر من ٣٠ ألف وحدة في دار مصر أعلنت الوزارة عن الانتهاء من أربعة آلاف وحدة فقط ويتم تسليمها قريبا.
وعلي استحياء تتصل الوزارة بأصحاب الوحدات الجاهزة وتدعوهم لاستلامها وكأن اللي علي راسه بطحة بيحسس عليها.
يا أستاذ هاني
الحاجزون اليائسون بيحلموا يفتحوا الفيس يجدونك كاتب علي صفحتك تحيا مصر.
تحيا دار مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف