عاطف زيدان
كشف حساب - إنقاذ المعلمين
دهشت، عندما أخبرني صديقي المعلم القدير، ان راتبه الشهري بالبدلات 2100 جنيه، رغم أنه علي أعتاب سن التقاعد. وأضاف والحسرة والألم يملآنه : الكارثة أن هذا الراتب الضئيل لن يستمر، فسوف أصل سن التقاعد العام القادم، ولن يزيد معاشي علي 800 جنيه. وسألني :بالله عليك، ماذا أفعل وابنائي علي أبواب التخرج، وينتظرون مني أن أساعدهم ؟!. لقد رفض هذا الصديق علي مدي عمره المهني الطويل، تشويه مسيرته بالدروس الخصوصية. وكان اذا طلب أحد طلابه اعطاءه درسا خصوصيا يرد عليه : أنا مستعد للجلوس معك هنا في المدرسة،واشرح لك ماتحتاج مجانا. لقد اختار صديقي العمل معلما، لأنه يعشق هذه المهنة منذ الصغر.يعتبرها رسالة سامية، ويمارسها بكل حب واستمتاع. يقول ساخرا : وعدونا بالكادر، فتفاءلنا خيرا، لكننا اكتشفنا ان الكادر.. »غادر» ! فلم يحقق لنا الزيادة التي عشمنا بها أنفسنا. وعندما تم اقرار قانون الخدمة المدنية، قلنا لأنفسنا : حان وقت الانصاف.. لكن فوجئنا بمن يعلن،ان القانون لن يطبق علي المعلمين، لانهم » كادر خاص »، وانخرط في حالة من الضحك، اشبه بالنحيب ! صمت صديقي طويلا ثم قال وهو يشير بكل جدية بالسبابة اليمني : لن ينصلح حال التعليم في مصر، الا اذا تم اصلاح حال المعلم. دعك من الاستراتيجيات والخطط.... الخ الخ. المهم تحسين رواتب المعلمين، بمايضمن لهم حياة آدمية كريمة. ثم يأتي بعد ذلك التأهيل والتدريب، وتطوير المناهج والمباني. ثم عاد وكرر : المهم انقاذ المعلم، حتي يتسني له القيام برسالته النبيلة في اعداد الأجيال بصدق وتفان. عندئذ،لن ينصلح حال التعليم فقط، وانما مصر كلها.