المصرى اليوم
عادل اللبان
«كى نتقدم (6)»: للمرأة حقوق
هل المرأة حقاً نصف المجتمع؟، قد تكون هذه المقولة صحيحة من حيث التعداد والإحصاء، إلا أن تأثير المرأة ومساهمتها فى صناعة القرارات المصيرية مازال أقل بكثير من هذه النسبة، لأن زيادة أعداد المرأة العاملة لم يواكبه تقدم مماثل فى تقلـدها للوظائف القيادية صاحبة القرار التنفيذى المؤثر، سواء فى الحكومة أو فى القطاعين العام والخاص.

ويمثل هذا الوضع- من المنظور الاقتصادى- سوء استخدام للموارد البشرية المتاحة، نظراً للتمييز الأكيد القائم فى عملية الاختيار والترقية، ويؤدى ذلك عملياً إلى تعطيل وإحباط لطاقات نصف القوة العاملة فى المساهمة العادلة بالفكر والعمل والرأى والإبداع فى اتخاذ القرارات المؤثرة وتحمل مسؤولياتها وليس فقط تبعاتها.

فكما كان لثورة 23 يوليو 1952 الفضل الأكبر فى تدعيم انطلاق تعليم المرأة ودخولها سوق العمل، يجب على حكومات ثورة 25 يناير 2011 أن تستكمل المشوار بالإجراءات الفاعلة لا الشكلية لتفعيل هذه المشاركة على أعلى المستويات سعياً للاستفادة من طاقات كل الشعب فى تحديد وتنفيذ السياسات اللازمة لزيادة الناتج القومى المصرى، خاصة أن هذه الثورة مدينة كل الدين لسيدات مصر فى قيامها واستمرارها.

المصرى اليوم - 28 أغسطس 2013م

■ ■ ■

خواطر إضافية:

إن نظام «الكوتا» فى قوائم الأحزاب الانتخابية وفى التعيينات البرلمانية لزيادة تواجد وتمثيل المرأة لن يحل المشكلة، وإن خلق المجالس العليا للمرأة يمثل شكلاً لا مضموناً تجاه تحسين الأمور، وهو وسيلة ديكورية لامتصاص الموضوع وتميّيعه دون حله. والنصيحة لكل امرأة مصرية ألا تنتظر أن يُمنح حقها، بل أن تُصر وتُصمم، بل تُحارب وتُناضل للحصول عليه، فليس من المنطقى أن تتحمل نصفا أو أكثر من المسؤولية دون أن يكون لها على الأقل نصف القرار فى شؤون وطنها، ولعلنا نهتدى بفرنسا فى عهد رئيسها الشاب الجديد إيمانويل ماكرون، الذى اختار نصف وزرائه من السيدات بمن فيهم وزيرة الدفاع، وقد مشت الهند- وهى دولة محافظة- على نفس النهج وعينت وزيرة للدفاع، لتكون الثانية بعد السيدة أنديرا غاندى التى تقلّدت نفس المنصب فى السبعينيات من القرن الماضى.

ولمصر سجل طويل فى عصرها الحديث من السيدات الفاضلات ذوات التأثير الحقيقى على الشأن العام، كانت منهن هدى هانم شعراوى وصفية هانم زغلول والأميرة شويكار، سليلة أسرة محمد على، حتى عصر السيدة جيهان السادات، والدكتورة عائشة راتب، وقد حققن هذا الأثر بالعمل والإنجاز لا بالكوتا والمنح والخُطب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف