الجمهورية
صالح ابراهيم
منارة مصر الناعمة!!
* علي مر السنين والأجيال.. تميزت مصر بحضارتها الشامخة.. ومجالات الحياة والإنجازات المتميزة وظل الكثير منها شاهداً علي عبقرية المبدعين المصريين الذين مازال تفوقهم حديث العالم.. مثل الحديث عن العمارة والفلك والطب والتحنيط والدورة الزراعية والمركبات والإدارة وحتي البيروقراطية تجد أصولها في رسالة الكاتب المصري والفلاح الفصيح.. ولضيق المساحة نتذكر معجزة الأهرامات ونظريتها الخاضعة للتحليل حتي الآن وتعامد الشمس علي معبد رمسيس الثاني برمسيس مرتين في العام وبنفس التوقيت وذلك الزخم من المعابد في الأقصر ومنف وعواصم الدولة القديمة التي تناطح الزمن للبقاء وتشكل قاعدة الاعجاز والانجاز الانساني والامتداد الحضاري.. وبالفعل لقد صدرت مصر القديمة للعالم القوة الناعمة وامتزجت فيها الآلهة بالعباقرة.. الفلاسفة بالمبتكرين.. القائمة الطويلة يتقدمها اخناتون وايزوريس وخوفو واحمس ناصر الهكسوس وامنحوتب أعظم المهندسين وغيرهم من أسماء العظماء الذين أسهموا في بناء أول حضارة مستقرة علي الأرض وبادروا بنشر المعرفة والتقدم فيما حولهم من أرض وبلدان ووصلوا حتي إلي العالم الجديد.. كما تؤكد اكتشافات لأهرامات شبيهة في المكسيك.
** مع المكانة الخاصة لأرض مصر واستقبالها للرسل والأنبياء حباها الله سبحانه وتعالي بالأمن والأمان "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" وساعد مناخ الاستقرار علي الابداع واستشراف التقدم لتتسع قاعدة مصر الناعمة مع بداية العصر الحديث ومع الارهاصات التي حملها أئمة الفقه ومشايخ الأزهر وتصديهم للحملة الفرنسية علي مصر.. ثم ما أحدثه الاحتكاك الحضاري بين الثقافتين والرباط المتواصل المتمثل في اكتشاف حجر رشيد وما أسفرت عنه الحملة من تأكيد لمكانة مصر وموقعها الحضاري الفريد وحملة التنوير الأولي التي قادها محمد علي لتثبيت حكمه للبلاد.. بدأت القائمة الرئيسية من قوة مصر الحديثة الناعمة برفاعة رافع الطهطاوي والشباب الذين تعلموا في فرنسا ثم علي مبارك والإمام محمد عبده والأفغاني ومصطفي كامل ومحمد فريد وقاسم أمين وسعد زغلول.. ومن الشخصيات النسائية هدي شعراوي وصفية زغلول والقائمة طويلة وصولاً إلي عمالقة الأدب والفكر والعلوم طه حسين.. العقاد.. د. مشرفة.. أحمد شوقي.. حافظ ابراهيم.. المنفلوطي.. لطفي السيد.. أم كلثوم.. سيد درويش.. عبدالوهاب.. وحتي جيل نجيب محفوظ ويوسف ادريس وتوفيق الحكيم.. وأسماء أخري كثيرة.. لكنها في مجالات متخصصة.. مما حجب عنها الشهرة الكبيرة للشخصية العامة.. ومنهم الشخصية التي رحلت مؤخراً عن 97 عاما "أي ما يقرب من قرن من الزمان" ونعاه وزير الثقافة الكاتب حلمي النمنم لتلاميذه ومحبيه وان كنا نأمل أن تترجم هذه المبادرة إلي كتاب يؤرخ لإنجازاته تصدره الوزارة وأنشطة سارية في المؤسسات الثقافية التابعة لها.
** عن عميد خطاطي العالم المرحوم بإذن الله استاذنا محمود ابراهيم سلامة.. صاحب المكانة الشامخة في مسار "الجمهورية" الحبيبة.. اتحدث عن ابن قرية المسلمانية بالزقازيق الذي كتب بيده المصحف الشريف بخط الثلث.. ضمن 6 مرات مختلفة.. منها خط الثلث الذي انجزه وعمره 95 عاما.. ليتقدم الرجل الهادئ صاحب الذاكرة الحافظة والقلب الواعي صفوف أشهر الخطاطين.. ويؤكد بتواضع شكره الدائم لأساتذته سيد ابراهيم.. علي بدوي.. رضوان.. غريب.. مصطفي غزلان.. والمكاوي ومحمد حسني والد الفنانتين سعاد ونجاة الصغيرة.. تخرج في مدرسة تحسين الخطوط بالمركز الأول عام .1939
** انتقل للجمهورية قادماً من جريدة الشعب ليزامل الأساتذة المرصفي وعوض والبجيرمي ومحمد موسي ولكن كان المانشيت مخصصا دائما له وكنت اقترب منه أثناء عمله في غرفة الخطاطين مساء.. لا نملك إلا الصمت والاعجاب.. كيف استطاع الرجل أن يخرج كل هذه اللوحات المبدعات وأعطي للخط أهميته قبل دخول الكمبيوتر للصحف.. كما حرص علي نقل علمه للجميع من خلال اصدار كراسات لتدعيم الخطوط.. وكان له الفضل في تصميم حروف الطباعة لأول كمبيوتر باللغة العربية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف