في كل لمسة للكرة في الملعب وفي كل هدف يحرزه وكل تمريرة يهديها لزملائه وكل عذاب يصدره للمدافعين يتأكد لي أن محمد صلاح نجم من عجينة خاصة مكوناتها تاريخ مصر وسمارها ونيلها وقيمها ومبادئها وطيبة أهلها وأصالتهم.
** لم أره في الملعب كلاعب كرة أو نجم من طراز فريد بل هو إنسان فوق العادة يمتلك بين جنباته قلب كبير. ومنحه الله الحكمة والبصيرة النافذة.. فتصرفاته تفوق سنه ونبله يتجاوز الشيء الكثير.
** ومع كل لحظة ويوم يمر علي هذا النجم الفريد ابن قرية نجريد يقدم لنا دروساً لأحد أبناء مصر البررة بعد أن أنشأ مؤسسة خيرية ساهمت في حل مشاكل قريته وتبرع مرتين لصندوق تحيا مصر وشارك في مشروعات خيرية عديدة.
** ولم يتحدث صلاح في أي وقت عما يفعله من خير بل يتبرع المستفيدون من أعماله الخيرية والمقربون منه في الكشف عما يفعله هذا العملاق الشاب.
** ومع كل الذي فعله ويفعله محمد صلاح يصبح ما قام به تجاه سارق الثلاثين ألف جنيه من سيارة والده ليس بغريب علي هذه الشخصية بعد أن طلب من والده التنازل عن المحضر بعد أن تم القبض علي السارق.. ولم يكتف صلاح بذلك بل طلب من أبوه أن يبحث عن عمل لهذا الشخص.
** كل يوم يتأكد لي أن الإنسان المخلص لله والناجح في حياته العملية يمنحه الله الحكمة.. ويعتبر محمد صلاح نموذجاً يحتذي به للشاب المخلص لبلده المحب لعمله ولفعل الخير.
** لم يكن محمد صلاح وحسب روايات كل المقربين منه طالباً للشهرة أو لحب الظهور لكنه إنسان مكافح يؤمن أن الله لن يضيع أجر من أحسن عملاً.. وقصة احترافه تحكي عنه بداية من تعاقده مع نادي بازل السويسري مروراً بتشيلسي الإنجليزي ثم فيورنتفيا وروما الإيطاليين وأخيراً استقراره في محطة ليفربول.
** لم يكن نضج صلاح نبتاً شيطانياً بل هو نتاج تربية ريفية غلفتها القيم والمباديء والرحمة وحب الكفاح وعشق الغلابة وفوق كل هذا التمسك بدينه.
** لم تستهو صلاح الشهرة أو بلاد الإفرنج كالريفي الذي أبهرته أضواء المدينة بل هداه الله لكي يعيش بين جنبات القرآن مع أسرته وقلبه في مصر طول الوقت.
** ترددت كثيراً في الكتابة عن محمد صلاح بهذه الصورة خشية أن يتسرب بعض من الغرور إلي نفسه كونه بشر.. لكن كل الشواهد التي قدمها صلاح توكد أنه محصن ضد ما يسمي بالغرور ويمتلك ثباتاً انفعالياً يفوق أقرانه ومن هم أكبر منه سناً.
** فالمتذكر لهدف محمد صلاح في مرمي البرازيل بأوليمبياد لندن 2012 عندما استلم الكرة في حراسة النجم البرازيلي مارسيلو.. ونجح في تحييده تماماً وسجل وصعد بالمنتخب إلي دور الثمانية.
** وأيضاً ثباته الانفعالي سواء في الهدف الأول أمام الكونغو وضربة الجزاء التي أهدتنا بطاقة التأهل لمونديال روسيا ..2018 كل هذا يؤكد للجميع أن محمد صلاح نجم وسفير بدرجة إنسان وأسير قلوب الملايين.
والله من وراء القصد