معركة اليونيسكو.. جسدت بكل صدق الواقع العربى المهترئ.. فقد تنافست أكثر من دولة عربية.. لشغل المنصب الهام.. ولكن بقى فى السباق مصر وقطر ومرشحة فرنسا.
ففوجئنا جميعًا بدعم دول عربية شقيقة.. وعلى رأسها السودان الشقيق للمرشح الفرنسى.. على حساب المرشح المصرى.. خمس دول عربية حسمت السباق لمصلحة المرشحة الفرنسية.. حتى تصعد وتقابل المرشح القطرى.. فى المرحلة الأخيرة من الانتخابات.. وهى الكفيلة بشغل المنصب الهام.
وبالفعل صعدت المرشحة الفرنسية.. وبالطبع صوتت مصر ضد المرشح القطرى ولصالح المرشحة الفرنسية اليهودية!!
وكان من الطبيعى أن تفوز المرشحة اليهودية الفرنسية.. بيد العرب وبمساعدتهم.. وجو العداء المشتعل بينهم.. لذلك كان طبيعيًا أن يقف مواطن مصرى مغيب.. ليهتف عاشت فرنسا وتسقط قطر!!
وضع مأساوى محزن.. يجسد الواقع العربى بكل اختلالاته.. فقد أصبح الشقيق عدواً.. والعدو صديقاً.. ولا عزاء للعروبة والعرب!!
بالتأكيد الشعوب العربية.. أصبحت على دين إعلامها.. كما قال الرئيس عمر البشير على أرض مصر.. عندما سئل عن الحرب الإعلامية والقصف الإعلامى المتبادل بين البلدين.. فقال فى الماضى كنا نقول إن الناس على دين ملوكهم.. الآن أصبح الناس على دين إعلامهم..
فللأسف أسهم الإعلام فى تلويث الأجواء العربية.. وابتدت ذلك قناة الجزيرة.. والتى تحولت لخنجر فى خاصرة الأمة العربية بأكملها.. وسكينًا تمزق أحشاءه.. وهنا بدأ الإعلام المضاد فى حملات القصف.. والقصف المتبادل.. حتى عم الكره.. وعمت البغضاء بين الدول العربية بأكملها. بدأت فى الأول بين الحكام.. ثم انتقلت للشعوب وهو أخطر شىء!!
لهذا كان طبيعيًا أن تعتبر دولة كقطر أن إيران وتركيا.. باتا أقرب إليها.. من باقى دول الخليج الخمس!!
بل وباتت إسرائيل أقرب إلينا.. نحن فى مصر من قطر.. التى لا تتوانى فى الإساءة لمصر.. وتدعيم الإرهاب فيها!!
وضع مأساوى.. يحزن النفس.. ويدمى الفؤاد!!
رغم أن كل الدول العربية بلا استثناء.. مهددة بالتمزق والتقسيم.. والعدو يقف على الأبواب.. يتحين الفرصة المناسبة لافتراسهم جميعاً.. وتمزيق شعوبهم.. وتقسيم بلادهم!!
كل ذلك ونحن غافلون عن كل هذا الخطر الداهم.