الأهرام
اسماء الحسينى
محطات - العراق والمستقبل المجهول
لاشك أن العراق يقف هذه الأيام على حافة من الخيارات الصعبة، تعيد رسم كيانه وخارطته ومستقبله، وقد تمخض اجراء استفتاء اقليم كردستان عن اقتراب المشهد العراقى من حلقة جديدة من حلقات الصراعات المدمرة التى تعاقبت على العراق ودول عربية أخرى بغير هوادة فى العقود الأخيرة. وما أشبه الليلة بالبارحة، فكما أوعزوا الى الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين بغزو الكويت فى أغسطس 1990، لا يمكن أن تكون واشنطن وحلفاؤها بعيدين عما جرى فى كردستان العراق بأى حال من الأحوال. المدهش أنه بينما كانت تتقاطر وفود الكونجرس الأمريكى والبنتاجون والسى آى ايه ونظيراتها فى الدول الأوروبية الى أربيل، حيث كانت تلتقى رئيس الاقليم مسعود بارزانى وتوقع معه اتفاقيات، فان ذات القوى قد تخلت عن استفتاء كردستان وغسلت أيديها من نتائجه.. فما الذى يمكن أن يفهم من ذلك الآن.. إنها مرة أخرى نفس اللعبة التى مارستها مع صدام، وعندما ارتكب جريمة غزو الكويت انفضوا عنه واتهموه بكل الموبقات.. فهل يكرر التاريخ نفسه مع إقليم كردستان العراق وقياداته. وفى الوقت نفسه تتوالى الرسائل الغربية لبغداد، تقوى شوكتها على كردستان.. فهل نحن مقبلون على وقيعة وصدام مدمر، يزيد من خسائر العراق عربا وكردا، شيعة وسنة.

المشكلة فى العراق ليست فى كردستان واستفتائه فقط، بل أبعد من ذلك وأكثر تعقيدا، والحاجة اليوم فى العراق ملحة لنظام سياسى يعلى من شأن المواطنة ودولة القانون على أى قيمة أخرى طائفية أو دينية أو عرقية، وهذه الدولة القوية التى تحقق العدل والمساواة لجميع مواطنيها، ستقطع الطريق على المتآمرين والعملاء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف