فهمى عنبة
لا تسامح مع سوء الإدارة في المستشفيات !!
** لن نتناول ما حدث في احد مستشفيات محافظة الشرقية.. فالمسألة علي ما أعتقد أصبحت في يد النيابة وستجري التحقيقات اللازمة لمعرفة حقيقة وفاة مريض جاء للعلاج فخرج جثة.. فبالتأكيد هذا أمر الله.. ولكن إذا كان هناك تقصير أو اهمال فلابد من مجازاة المتسبب.
نعترف بوجود نقص في الامكانيات والميزانيات في كل المستشفيات العامة والجامعية يؤدي في الكثير من الأحيان إلي عدم القيام بمهمة استقبال المرضي وعلاجهم علي خير وجه.. وإضافة إلي نقص في الأجهزة والأدوية والمستلزمات الطبية.. وكل ذلك يمكن تفهمه وقبول أعذار إدارات المستشفيات لأنه خارج عن إرادتهم.
نعلم.. أيضا ان المسألة شائكة.. وان المشكلة تراكمت عبر السنين.. وحلها يستلزم وقتاً وجهداً وميزانيات ضخمة.. وهو ما تحاول الدولة توفيره إلي جانب بناء وتحديث العديد من المستشفيات.
.. وقد يتم التغاضي عن عدم وجود الأجهزة.. ولا بأس من قبول العذر عندما لا يتوافر "الشاش والبلاستر".. ولكن ما لا يمكن التسامح فيه هو عدم استقبال مرضي الطوارئ والحوادث وتقديم العلاج السريع لهم.. ولا مع الاهمال الناتج عن سوء الإدارة.. أو ضعف تدريب أجهزة التمريض.. أو تقاعس الأطباء عن أداء واجبهم.. أو ادخال المرضي في "دوامة الروتين" وتعذيبهم في إجراءات إدارية لا دخل لهم بها تؤدي إلي ارهاقهم وزيادة آلامهم ربما أكثر من أوجاع الأمراض التي تنهش في أجسادهم.
طالبنا أكثر من مرة بالتيسير علي المرضي.. وإنشاء مكاتب للعلاج علي نفقة الدولة بكل مستشفي حتي "لا يدوخ" المريض وأسرته.. ولابد من جعل التعامل مباشرة بين إدارة المستشفي وبين التأمين الصحي وعدم ادخال المريض في المنتصف ليكون الطرفان عليه مثل "الكماشة".. فما علاقته مثلا بعدم سداد التأمين لثمن الخدمة إلي المستشفي.. لماذا يتم عقابه هو علي ذلك وحرمانه من العلاج؟
يذهب المواطن إلي احد المستشفيات العامة أو الجامعية بحثاً عن الطبيب الكبير الأستاذ في تخصصه لأنه لا يمكنه التوجه إليه في عيادته فالحجز يحتاج لشهور أو "لواسطة" و"الفيزيته" لا تتحملها ميزانية "الغلابة".. لذلك يقطع تذكرة في العيادات الخارجية التي يحتاج أحيانا أن يذهب من الفجر ليقف في طابور الحجز.. ويظل المريض منتظراً لساعات.. وفجأة يعتذر الطبيب الكبير ويحل بدلاً منه أي طبيب امتياز فيطلب المريض أن يحتفظ بتذكرته للأسبوع القادم عند نفس الطبيب الكبير الذي يتابع حالته منذ فترة ويعرف تاريخه المرضي.. ولكنهم يجبرونه علي الدخول "للبديل" وأمام إصراره علي الرفض وطلبه أخذ "فلوسه" يعاقبونه علي ذلك بأن يظل يصعد ويهبط ويحصل علي توقيعات لكي يسترجع ثمن التذكرة.. مما يؤدي إلي أن بعضهم يمزقها ويستعيض الله في ثمنها فمنهم من تكون إصابته في قدميه ولا يستطيع الصعود والهبوط فتضيع أمواله التي كان يمكن ان يشتري بها خبزاً لأطفاله لأن معظم المرضي من البسطاء.. أما آلامه فتظل معه إلي أن يأذن الله.
تلك الأمور الإدارية ما علاقة المريض بها؟ ولماذا لا يعيدون للمرضي أموال التذكرة من نفس الشباك الذي قطعها منه؟
قد يبدو المثال بسيطاً.. وربما تراه إدارات المستشفيات تافهاً.. ولكنها إجراءات تزيد من معاناة المرضي لا دخل لها بنقص الامكانيات وإنما تنم عن التفكير "الميري" الذي لا يتفق مع عقل أو منطق.. وهو مثال بسيط لعشرات التعقيدات البيروقراطية في مستشفياتنا!!
اقتراح إلي "الفيفا" هل يتبناه "الكاف" ؟!
** لماذا لا يفكر الاتحاد الدولي لكرة القدم في التغاضي عن إقامة مباريات الجولة الأخيرة في تصفيات المجموعات المؤهلة لنهائيات كأس العالم.. إذا كانت النتيجة قد حسمت وأصبحت المباريات مجرد تحصيل حاصل.. كما هو حادث في قارة أفريقيا بالنسبة لمجموعتي مصر ونيجيريا؟!
إلغاء المباراة الأخيرة في المجموعتين "ومن يشابههما في أوروبا وآسيا وأمريكا".. له فوائد أكبر بكثير من الاستمرار في شيء لا طائل منه.. حيث يمكن توفير نفقات عديدة يتحملها الفريق الضيف أو المضيف علي السواء منها تذاكر الطيران والتأشيرات والاقامة في الفنادق وعمل معسكرات واستئجار ملاعب ونفقات انتقال الحكام.. كما ان الجماهير في الغالب لن تحضر لأن فريقها "خرج من المولد" ولن يصل للنهائيات مهما فاز وأحرز من الأهداف علي أرضه لأن المباراتين ستكونان علي ملاعب غانا والجزائر.. مما سيعني ان الفريق غير المتأهل سيسعي بكل جهده لاحراز نتيجة ايجابية ليثبت لجماهيره انه الأحق باللعب في موسكو خلال شهر يونيو القادم.. وربما لو كانت المباراتان علي ملاعب مصر ونيجيريا لقلنا ان جماهيرهما ستحتفل بصعودهما.
يمكن توقع ان تكون المباريات حماسية وقد تؤدي إلي إصابة لاعب أو أكثر من مصر أو نيجيريا وربما يحرمه ذلك من الذهاب مع فريقه لكأس العالم.. وليس من المستبعد أن تهاجم الجماهير الفريق المنافس وتشتعل الضغائن ويزداد التعصب.. خاصة وان هناك من يصور اللقاءات الكروية علي إنها معارك حربية.
أما من يقولون ان المباراة قد تكون تجربة جيدة للفريق الصاعد.. فإن الوقت مازال بعيداً ولن تؤثر المباراة في الإعداد خاصة وانه لم يتم حتي الآن إجراء القرعة وتحديد الفرق التي ستلاقيها مصر ونيجيريا.
.. وبالنسبة للمباراة الثانية في كل مجموعة ومنها مباراة أوغندا والكونغو مثلاً فستكون مملة بلا هدف وكأنها تقسيمة في التدريب.
إذا كان الاقتراح مقبولاً.. ومازالت هناك فرصة لتحقيقه.. فهل يمكن للاتحاد المصري لكرة القدم والاتحاد الأفريقي "الكاف" تبنيه ورفعه إلي "الفيفا" للأخذ به ولو من باب توفير الوقت والجهد والمال؟!
عيب .. يا أستاذة لميس !!
** سقطة إعلامية وقعت فيها الأستاذة لميس الحديدي أثارت استياء المشاهدين.. عندما ذكرت ان كثيراً من الرجال سيذهبون إلي موسكو ليس لتشجيع المنتخب المصري في نهائيات كأس العالم.. ولكن لمشاهدة "بنات روسيا الجميلات"!!
ما قالته الإعلامية التي لها جمهورها وتستحوذ علي نسبة كبيرة من المشاهدة.. يجعلنا نتساءل هل كل ما يتناقله الشباب علي مواقع التواصل الاجتماعي يصلح للنقل أو للتعليق عليه في البرامج التليفزيونية؟!
للأسف.. أغلب ما يتم تداوله علي الإنترنت لا صلة له بالواقع.. وهناك الكثير من الشائعات التي يجري وراءها صغار الصحفيين والإعلاميين.. وهناك أكثر من السخرية والاستهزاء بالثوابت.. إضافة إلي الخروج عن الآداب واللياقة.. وأحيانا يصل الأمر إلي حد الابتذال والتدني والهبوط بلغة الحوار والسوقية في التخاطب.. فما الذي يدفع إعلامية كبيرة حاورت محمد حسنين هيكل وكبار المسئولين ورجال السياسة والاقتصاد في مصر والدول العربية والعالم إلي الانزلاق في هذا المستنقع.. خاصة وإن شعبيتها تجعلها ليست في حاجة لاستخدام أساليب مبتذلة لاجتذاب المشاهدين؟!
عيب.. يا أستاذة لميس.. فما قيل لا يؤذي شعور المصريين فقط.. ولكنه يجرح أيضا الشعب الروسي ويجعله يحتاط للمشجعين المصريين الذين سيحضرون نهائيات كأس العالم.. فالسخرية لا تكون علي حساب "أولاد بلدك" فلماذا هذا التجني؟!
وداعاً .. سفيرة "الجمهورية" العربية الصحفية
** لم تكن الفتيات يقبلن علي العمل في مهنة البحث عن المتاعب في منتصف السبعينيات من القرن الماضي.. لكنها اختارت "الصعب".
كانت تسبح ضد التيار.. وعاشت مهمومة بقضايا أمتها.. مؤمنة بالقومية العربية.. مع أن الريح كان شديداً في الاتجاه المعاكس.. خاصة بعد كامب ديفيد.. لكنها لم تفقد الأمل في تحقيق "المستحيل".
اعتبرت فلسطين قضيتها الشخصية.. وبينما تخلي الكثيرون عن التمسك بالثوابت والمبادئ.. استمرت وفية ومخلصة ومدافعة.. تتفاعل مع أزمات الشعب الفلسطيني.. تنتفض مع انتفاضة أطفاله.. وتغني أشعار محمود درويش وسميح القاسم.. وكان الشقاق بين فتح وحماس عندها هو "الأصعب".. ولم يمهلها موعدها المحدد للوداع أن تفرح باتفاق المصالحة بين الفصائل الذي تم يوم الخميس الماضي عندما فاضت روحها وعادت إلي بارئها.. وكأنها ولدت "لتشيل الهم" والحزن والألم.. ومع كل ما تعرضت له والمرض القاسي الذي كان يفتك بها.. لم تفارقها ابتسامة الرضا.. ولا سماحة النفس.. ولا طيبة القلب.. ولا لسانها العف.
رحلت الزميلة والأخت والصديقة "سمية أحمد" نائب رئيس تحرير "الجمهورية".. وواحدة من "أشطر" وأنشط من عملوا في مجال الشئون العربية بالصحافة المصرية.. وكانت بالفعل أفضل "سفيرة" لجريدتها في الأوساط الدبلوماسية وفي الجامعة العربية.. وتميزت علاقاتها مع السفراء والسياسيين والخبراء بالاحترام والثقة لشدة التزامها بالموضوعية وعدم توسيع هوة الخلاف بين أي دولتين شقيقتين من المحيط إلي الخليج.. وما أكثر ما كان يحدث الشقاق والتلاسن.. ومع ذلك تمسكت بالحيادية وبسعيها للتوفيق بين المتخاصمين إيمانا منها بضرورة تحقيق الوحدة العربية.
.. وأشهر "خاطبة" تحولت إلي "عروس" في السماء !!
** كنا نتساءل عندما دخلنا "الجمهورية" ونحن في بداية الطريق.. من تلك السيدة التي خصصوا لها مكتباً منفرداً لا ينقطع عنه الزوار.. "ناس داخلة.. وناس خارجة" من الشباب والفتيات ومن الرجال والنساء.. ونراها من بعيد تقدم لهم الحلوي وتبتسم لهم وبجوارها سيدة أخري تأخذ بياناتهم وتدونها؟!
قالوا: الأستاذة "ايفون سعد" فعرفنا علي الفور إنها صاحبة "أريد زوجا" وهو أشهر الأبواب أيامها في الصحافة وكان له "شنة ورنة" وذلك قبل أن تتفاقم مشكلة الزواج والعنوسة التي تستدعي الآن مئات الأبواب مثله.
تعتبر ايفون "خاطبة" ساهمت بما كتبته في التوفيق في الحلال بين مئات الرءوس من خلال أبوابها التي ظلت تحررها طوال أكثر من 30 عاماً سواء في "الجمهورية" أو "المساء" واتخذت أسماء متشابهة مثل "عروستي" أو "أريد زوجة" و"عروس الشرق" وكانت سعادتها تفوق أي أم عندما تنجح في مهمتها التي تساهم في "ستر البنات" وتحصين "الشباب".. وكان مكتبها لا يخلو من "المعازيم".. وعند وفاتها تحولت كما يقول الإخوة المسيحيون إلي "عروس السماء".
رحم الله سمية أحمد وايفون سعد فقد كانتا فارستين في بلاط صاحبة الجلالة.