المساء
أحمد سليمان
في حب مصر حتي تستمر احتفالات أكتوبر
أربع وأربعون سنة مرت علي نصر أكتوبر العظيم الذي هز العالم من شرقه إلي غربه. وقلب الموازين العسكرية. وجعل منفذي النظريات الحربية يعيدون النظر فيما يطبقونه. خاصة بعد ظهور طرق جديدة في هذه الحرب لتنفيذ نظريات قديمة. بخلاف ظهور أساليب مرتبطة بالجيش المصري دون بقية جيوش العالم جعلت القوات المسلحة المصرية تحظي باحترام كل جيوش ودول العالم منذ انتصار السادس من أكتوبر 1973 وحتي الآن.
والملاحظ منذ سنوات غير قليلة أن الاحتفال بانتصارات أكتوبر في الإعلام لا يتعدي أسبوعاً واحداً تقريباً خلال شهر أكتوبر كله. تبدأ هذه الاحتفالات من اليوم الأول لشهر أكتوبر وتبلغ ذروتها يوم السادس من أكتوبر. ثم سرعان ما تتلاشي الاحتفالات شيئاً فشيئاً في الأيام التالية. حتي إذا وصلنا إلي يوم مثل اليوم "التاسع عشر من أكتوبر" فاننا نكاد لا نري فيلماً سينمائياً. ولا تقريراً تليفزيونياً. ولا فيلماً تسجيلياً علي أية قناة تليفزيونية. ولا حواراً صحفياً ولا حتي مقالاً لكاتب في جريدة عن انتصار أكتوبر الذي مازال يتم تدريسه في المؤسسات العسكرية علي مستوي العالم لاستقاء الدروس المستفادة منه.
كما أن الحوارات التي تنشرها بعض الصحف لبعض أبطال حرب أكتوبر تأتي في شكل عرض إنجاز لجزء من جزء من قوام القوات المسلحة خلال هذه الحرب العظيمة. بالإضافة إلي أنه نظراً لتزايد الفارق الزمني بين عامنا هذا وعام نشوب الحرب فإنه لا يوجد اليوم من بين رجال القوات المسلحة ضابط ممن شاركوا في هذه الحرب العظيمة. ومن هذا المنطلق فانني أدعو إلي الآتي:
أولاً: ابتداء من العام المقبل يتم تخصيص حصة يومية بجميع المدارس ومحاضرة يومية بكل الجامعات طوال شهر أكتوبر لعرض ما تم في هذه الحرب حتي يعي الشباب من الجيل الحالي والقادم ماذا تعني حرب أكتوبر. وما معني مصطلح "روح أكتوبر" الذي يتم ترديده في كل الحوارات المنشورة والمذاعة مع أبطال القوات المسلحة خلال هذا الشهر.
ثانياً: توثيق شهادات أبطال هذه الحرب عن دورهم في الحرب. لأن معظم هؤلاء الأبطال قد توفاه الله. وراحت معه تفاصيل ربما كانت الأجيال الحالية في حاجة لمعرفتها حتي تكتمل الصورة عن هذا الإعجاز العظيم.
ثالثاً: عقد محاضرات للضباط والصف والجنود الذين يخدمون في القوات المسلحة عن هذه الحرب. حتي تظل أحداثها عالقة في أذهان الجميع ولا تغيب أبداً. وحتي يستمدوا منها عظمة القوات المسلحة المصرية. ويستكملوا مسيرة العطاء بالقوة والكبرياء والعظمة نفسها.
رابعاً: العمل وبسرعة علي تصوير فيلم سينمائي روائي ضخم من إنتاج الدولة وبمشاركة رجال الأعمال عن حرب أكتوبر. لأن هذه الأعمال سيكون لها التأثير الأقوي والأسرع في العقل والوجدان عن المحاضرات والحوارات المنفردة.
خامساً: طرح مسابقة سنوية بجوائز نقدية مجزية عن حرب أكتوبر كل عام علي أن يتم الإعلان عنها بشكل كبير وواسع في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية. بخلاف المسابقة السنوية الحالية التي لا تحظي بالانتشار المطلوب.
وفي النهاية فإنني أخشي أن يأتي يوم يقتصر فيه الاحتفال بانتصار أكتوبر علي يوم السادس من أكتوبر فقط لمجرد الذكري. ثم تعود وسائل الإعلام لموضوعاتها "الهلس" تماماً كما حدث الليلة الماضية - ونحن مازلنا في منتصف شهر أكتوبر - في برنامج "هنا العاصمة" للمذيعة لميس الحديدي الذي ظل يناقش لوقت طويل الإبداع والتطوير في رقص تحية كاريوكا!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف