الأخبار
نعم الباز
مصر البشر - جيفارا في بيت الأستاذ إحسان
جلست أشاهد فيلماً تسجيلياً، علي قناة الـ »بي بي سي»‬ العربية، احتفالا بالذكري الخمسين لمصرع المناضل الكوبي تشي جيڤارا علي يد المخابرات الأمريكية في بوليڤيا، حيث كان يساند كل حركات التحرر في دول أمريكا اللاتينية.
وفي فلاشباك ـ مثل أفلام السينما ـ تذكرت لقائي مع جيڤارا حين زار مصر، فقد سمعت وقتها أن أستاذي إحسان عبدالقدوس قد دعاه إلي بيته، فرجوته وأنا الصحفية الناشئة، أن أحضر هذا اللقاء. ولا أنسي حين دخلت ووجدته جالسا يتحدث مع رموز الثقافة والسياسة، بوسامته و»‬كاريزماه» التي لاتخطئها العين، حيث جلست »‬مبحلقة» وأنا ألتقط الكلمات التي تخرج من فمه وأستمع إلي آرائه في انبهار فقد كان ذا ثقافة إنسانية موسوعية.
ثم تدفقت الذكريات، وتذكرت ذاك الزمان حين التقيت المناضل الجزائري الراحل أحمد بن بله الذي أصبح أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال. وقد أسعدني الحظ أن أكون من أوائل من أجروا معه حديثاً صحفياً عند زيارته للقاهرة.
وتوالت ذكرياتي عن العصر الذهبي لحركات التحرر والاستقلال، والتي كانت بلادي سندها الأول دائما، واكتشفت كم كنت سعيدة الحظ لمعايشتي لهذه الأحداث ووجودي في ذاك الزمان.
ودون أن أدري، وجدت نفسي أعقد مقارنة ما بين الأمس واليوم. فقد كانت تلك الأحداث والتجمعات شديدة الثراء الثقافي والسياسي وحتي الفني.
وأشفقت علي شباب هذه الأيام الذين ـ علي الرغم من تعدد مصادر معلوماتهم ـ لا يعيشون في تماس مباشر مع الحياة وإنما يتلقونها افتراضيا من خلف شاشات الكمبيوتر.
لهذا، عزيزي القارئ، اعتذر لك، فقد ذكرت في مقال سابق، شعوري بالاغتراب عن واقع هذا الزمان، لكنني، بعد تفكير، أري أنني أكثر سعادة ورضا لانتمائي للزمن الماضي، ذلك العصر الذهبي الذي عشناه أنا وكل أبناء جيلي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف