الأهرام
أحمد سعيد طنطاوى
إعتذار السيد الوزير
خبر جميل نشرته جريدة الأهرام أول أمس الأربعاء عن اعتذار وزير النقل، أثناء نقاشه مع المسافرين فى رحلته التى خاضها من القاهرة إلى الإسكندرية.. ويقول الخبر إن المسافرين قد تحدثوا مع الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، وأبدوا غضبهم الشديد من تأخر القطارات بصورة شبه يومية فاعتذر لهم الوزير عن التأخير.. ووعد ببذل أقصى جهد لانتظام القطارات.
جميل أن يعتذر وزير النقل وجميل أن نرى هذه الثقافة فى مصر، ونتمني أن تنتشر مع بقية الوزراء كل فيما يخصه.. ولكن؟! تبقى التساؤلات مطروحة والقوس ما زال مفتوحا

القطار الذي استقله الوزير من القاهرة إلى الإسكندرية هو قطار مكيف مهندم مرتب، والمعني أن معظم المسافرين بالقطار يتمتعون بمستوي دخل معين.. فلماذا لا نري الوزير قريبا من الطبقات الأخرى أو لو شئنا الدقة قريبا من الدرجات الأخرى أو متجولا فى العربات غير المكيفة كالدرجة الثانية مثلا.. لاحظ اختفاء عربات الدرجة الثالثة فى القطارات المصرية!!

لماذا لا يستقل وزير النقل أى قطار من الدرجات الأدني من درجة المكيف، لكي يري ويتابع ما يعانيه المواطنون كل يوم ذهابا وإيابا؟!.. هذا السؤال دائما ما يؤرق المواطن ويشغل تفكيره عن معظم الوزراء.

لماذا لا نرى الوزراء فى الأماكن الشعبية المزدحمة المحتاجة إلى عناية أكبر؟!.. بينما نراه فى أماكن أقل ازدحاما وأكثر ثراءً؟!

وتظل التساؤلات.. هل رأينا وزيرا يركب أوتوبيس هيئة النقل العام؟! أو يقف بين صفوف الجماهير فى مجمع التحرير؟! أما بالنسبة لوزير النقل الدكتور هشام عرفات فأنا أدعوه أن يجرب قطار الرابعة إلا الربع المتجه من القاهرة إلى الزقازيق ليري بنفسه، ويسمع بأذنيه.. ومن ثم يقدم اعتذارات كثيرة لمواقف قد لا يكون رأها يوما فى حياته.

الاعتذار من شيم الكبار.. وتحية له على هذا الاعتذار، ولكننا نرغب فيما هو أكبر من طبطبة على الكتف وقبله على الرأس.. نرغب فى انتظام القطارات حقا، نرغب فى انتظام العمل، وفى نظافة القطارات، وفى اختفاء بائعي الشاي والحلويات والشرابات، نرغب فى إزدواج عدة طرق للسكك الحديدية بدلا من الخطوط الفردية، نرغب فى اصدار تذاكر إلكترونية، وفى تثقيف كمسارية القطارات وتطوير أدائهم، نرغب فى تشجير جانبي طرق السكة الحديد بالأشجار بدلا من قتلها بأسوار أسمنتيه.

نرغب فى مزيد من الخير، ومزيد من اعتذارات السادة الوزراء .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف