الدستور
نشأت الديهى
كرابيج الأخلاق
إلى هذ الحد من التراجع وكفى، لن نتحمل أى قدر جديد، لقد بلغ الانهيار الأخلاقى والقيمى والمبادئى مداه، لم نعد قادرين على تحمل المزيد من الخروقات، فالمجتمعات لا تُبنى على قواعد أسمنتية قبل أن تُشيّد القواعد الأخلاقية أولًا، والجميع يتحدث عن تراجع أخلاقى، والجميع يحلل الداء ويسهب فى شرح جرعات الدواء، بيد أننا جميعًا نقوم بنفس الأفعال، ننتقد الأوضاع بشدة، نردد الشعار الأسود «مفيش فايدة» ونقعّر الحوار لنصل إلى عبارة «اتسع الخرق على الراتق».
ثم ننتظر من يسأل ويستفسر عن الأسباب والمسببات، فنبدأ فى محاضرة تنظيرية عن: ماذا حدث للمصريين ودور الدولة الغائب، وكذلك دور منظمات المجتمع المدنى، والمؤامرات الكونية لتدمير المجتمع وتفخيخه من الداخل، ثم يبدأ السؤال المتوقع: وما هو الحل؟ كيف نضع حلولًا لهذا الموضوع؟ كيف نعيد مكانة الأخلاق والقيم والمبادئ فى المجتمع الجريح؟ وهنا ندخل فى نفق النظريات الأكثر عمقًا وسفسطة عن الآليات الحاكمة والمحكومة، للوصول إلى القواعد الأخلاقية الغائبة والمفقودة، ثم يعاد نفس الكلام من آخرين فى أوقات أخرى، نفس الكلام ونفس المفردات ونفس الأفكار والأطروحات، والغريب والمفارقة المدهشة أن شيئًا لم يتغير.. فمتى نغيّر من أنفسنا؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف