الدستور
أحمد سليم
الدول لا تُبنى بالحملات.. السيسى سيكمل معنا
هناك فارقٌ كبير بين اللا دولة أو الدولة المهتزة الأركان، والدولة التى اكتملت أركانها وثبتت وبدأت فى الوقوف على قدميها ثابتة قوية.. هذه الفوارق لم تصل إلى السادة الذين أطلقوا حملات أسموها «حملات شعبية لتأييد الرئيس»، أيضًا هؤلاء لم يكلفوا أنفسهم مشقة البحث فى كيفية إدارة الحملات الانتخابية.
وكعادة أغلب المصريين فى حب التقليد، انطلقت حملات مرتدية عباءة تأييد رئيس الجمهورية، فهل يحتاج الرئيس لذلك؟ وهل ستُدار الانتخابات المقبلة بهذا الأسلوب؟ وهل مصر اليوم فى حاجة إلى ملايين من الاستمارات تُطبع وتُوزع وتنافس كل حملة على عدد ما جمعت؟.. أسئلة كثيرة راودتنى وأنا أرى إعلانات حملات الرئيس تحت مسميات عديدة، أطلقها نواب وإعلاميون وهُواة سياسة جُدد.
مصر اليوم يا سادة والرئيس أيضًا لا يحتاجان إلى ذلك.. الرئيس يحتاج إلى من يقف بجواره فى معركة البناء، وفَّروا تكاليف حملاتكم، فليس للرئيس أو عليه فواتير انتخابية ولن يكون.. عندما جاء إلى منصب الرئيس كان بتكليف شعبى فى مرحلة صعبة.. الملايين التى وقفت أمام الصناديق لتقول للسيسى أكمل مشوارك وكلفته برئاسة البلاد هى نفسها الملايين التى خرجت فى نهاية يونيو وأوائل يوليو لتكلفه بإقصاء الإخوان وعزل مرسى.. الشعب المصرى يا سادة شعب ذكى يعرف متى يؤيد ومن يؤيد.. ويعرف جيدًا من يحب الوطن.. والرئيس أيضًا لا تهمه حملات نفاق ولكن تهمه حملات عمل.. تخيلوا لو تبنت كل حملة من حملاتكم مشروعًا ولو صغيرًا وشاركت فى بنائه وتطويره.. لو نظمتم حملات للتبرع بالدم لكان ذلك مفيدًا لوطنكم ولأنفسكم، ولشَكَركم الرئيسُ نفسُه على ما قُمتم.
مصر الآن يا أصحاب الحملات دولة لها هيبة ومكانة، وما تفعلونه يسىء إلى تلك الهيبة والمكانة.. ولن تفيد حملاتكم الرئيس شيئًا وقد تضره.. مصر الآن دولة لها مؤسساتها، ولديها دستورها والأمن انتشر واطمأن الشعب.. مصر الآن لديها الجيش العاشر على مستوى العالم، وتحرس مياهها الإقليمية سادس أقوى قوى بحرية فى العالم.. مصر الآن تبنى وتطور وتحارب الإرهاب.. مصر التى تقوم بكل ذلك لا تحتاج إلى ما تقومون به.. وأقترح عليكم أن تتبنى كل حملة منكم مشروعًا.. موِّلوه بتكاليف الجولات وطباعة الاستثمارات، وحولوا جهد الشباب الواقف فى الميادين لتوزيع الاستثمارات إلى عمل.. تبنُّوا مشروعًا واحدًا لكل منكم، وقدموه للشعب، وأهدوه للرئيس، وتأكدوا أن الشعب سيشكركم، ويعرف أن حول الرئيس من يريد الخير للبلد والرئيس سيشكركم وسيتأكد من حبكم له وحرصكم على دعمه.
السيسى حمل أخطر مسئولية يوم قرر مواجهة الإخوان، وهم فى أقوى حالاتهم على مر التاريخ الحديث.. وكان يعلم جيدًا أن ثمن فشل ما يقوم به هو حياته وحياة من معه.. هذا الرجل الذى يواجه حربًا فى كل مكان وتحديات تفوق البشر يثق فى شعبه ويحبه ويؤمن به.. هذا الرجل لا يريد إقرارًا من الشعب بحبه وتأييده، ولا التزامًا مكتوبًا بإعادة ترشيحه.. هو يريد فقط أن تعملوا من أجل مصر.. ويوم تكون مصر آمنة قوية سيكون الشعب ورئيسه شاكرين لكم جهدكم وسعيكم.
اتركوا الرئيس يعمل، واتركوا الشعب يحبه، واتركوا العالم يتابع التجربة المصرية باحترام وفكروا لو قليلًا فيما تفعلون.. فليس بالحملات والاستثمارات والبرقيات تُبنى الأمم وتتطور.. الاختيار بالصناديق.. والمصريون يعرفون جيدًا ماذا قدم لهم السيسى منذ خرج ببيانه فى الثالث من يوليو يعلن عزل الإخوان من الحكم وإعادتهم إلى مكانهم الطبيعى والمفضل فى السجون.. يعرفون ماذا قدم لهم وهو يعرض شعبيته للخطر والانكماش يوم قرر أن يواجه كل التحديات.لا نحتاج حملاتكم لنؤمن بأن الرئيس سيكمل معنا ما بدأه وبدأناه.. ولا يحتاج حملاتكم ليؤكد الشعب حب السيسى أو دعمه له.. تأكدوا أن الشعب فى يونيو ٢٠١٣ وفى يونيو ٢٠١٤ هو الشعب الذى اختار ووثق وهو الذى أيضًا سيختار فى ٢٠١٨.
نحتاج منكم الصمت، أو عمل شىء من أجل مصر، يعود بالنفع عليها.. ادعمُوا الرئيس فى حربه ضد الإرهاب.. ادعمُوه فى تحديه الصعاب.. ادعمُوه فى رحلة البناء ووفروا استماراتكم وحملاتكم لانتخاباتكم التى سوف يحاسبكم الشعب فيها على ما قدمتموه.. واتركوا السيسى لشعبه الذى أحبه ووثق به ويدعمه، رغم كل الصعاب، لأنه يؤمن بأنه يعمل من أجل مستقبل آمن ومشرق.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف