الجمهورية
شكرى القاضى
وماذا عن أشرف مروان..؟
¼ خيانة الأوطان خطيئة لا تغتفر في الدنيا والآخرة. فأبشع ما يمكن أن يُبتلي به إنسان. أن يتهم بخيانة وطنه. لكن هناك اتهامات سياسية تشوبها الكثير من علامات التعجب. ومن هذه الأمثلة التهمة التي ألصقت أو كادت بشخصية مصرية رفيعة المستوي بحجم أشرف مروان ــ رحمه الله ــ وما أدراك ما أشرف مروان. فهو زوج السيدة مني عبدالناصر وقد اختاره الرئيس الراحل أنور السادات مستشاراً أمنياً وسياسياً له واتهمه البعض بالعمالة لإسرائيل ــ وهم كثرة ــ ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. فقد شاركت الولايات المتحدة إسرائيل في انتاج فيلم يُفرغ حرب أكتوبر من مضمونها. ويظهر المخابرات الإسرائيلية ــ الموساد ــ بأنها الأقوي والأبرع في منطقة الشرق الأوسط. ولا قبل لأي مخابرات أخري بمواجهتها. فقد استطاعت تجنيد أحد أهم مساعدي الرئيس السادات. الأمر الذي تناوله رجل الاستخبارات الإسرائيلي ــ أوري يار يوسف ــ في كتابه الذي ترجم إلي الإنجليزية وتم توزيعه علي نطاق واسع. قبل أن تقدمه السينما الإسرائيلية بانتاج ضخم مع الولايات المتحدة باسم "الملاك". وقد حاز الكتاب المطبوع اهتمام الكثير من وسائل الإعلام الغربية. ولذا كان طبيعياً أن تهتم وسائل إعلام عربية بترجمة وتقديم الكتاب لقراء العربية بوعي أو بدون وعي. لكن الغريب أن الأجهزة المعنية بما فيها الآلة الإعلامية المصرية لم تعلق علي الافتراءات الواردة بالكتاب أو بالفيلم المأخوذ عنه..!
¼ ¼ ظل الجدل دائراً حول حقيقة الدور الذي قام به أشرف مروان في اختراق الموساد الإسرائيلي لسنوات طوال. حتي لقي مصرعه في لندن بمنتصف عام 2007. علي طريقة سعاد حسني. وكانت المفاجأة الكاشفة لحقيقة هذا الدور في ذلك الكتاب المعنون باسم : "جهاد السادات". والذي أصدره جنرال سابق بالموساد الإسرائيلي. هو الجنرال "شمعون مندريس" بالعبرية عام 2015. وكشف فيه النقاب عن الدور التاريخي الذي قام به أشرف مروان في دعم الجيش المصري. وإلي قطاع الثقافة بمؤسسة أخبار اليوم. يرجع الفضل في إصدار النسخة العربية من هذا الكتاب تحت عنوان : "رجل السادات في الموساد" والذي سلط فيه ــ شمعون مندريس ــ الضوء علي عظيم دور أشرف مروان في تضليل الموساد الإسرائيلي. حتي تمت معجزة العبور يوم السادس من أكتوبر قبل 44 عاماً. وإذا كان الجيش المصري العظيم قد دافع بضراوة عن شرف العسكرية المصرية. فإن التهاون أو التقصير في التصدي للآلة الإعلامية الصهيونية ودحض افتراءاتها بمثابة خيانة للأجيال القادمة. والمستهدفة من قبل ــ بروتوكولات حكماء صهيون ــ فالأمر جد خطير. وعلينا أن ندرك أن الحرب المخابراتية الصهيونية ماضية في تنفيذ أهدافها التجريف العقل المصري وكسر إرادة المصريين بالإشاعات المغرضة والمعلومات المضللة. ومن ثم يتوجب علي الأجهزة المعنوية الإجابة علي السؤال الصعب : من يرد الاعتبار لأشرف مروان..؟
¼ ¼ آخر الكلام:
ــ تحت عنوان : "آثار حرب أكتوبر علي المجتمع الإسرائيلي" نشرت تحقيقاً صحفياً علي صفحة كاملة. بالعدد الاسبوعي من الجمهورية يوم الرابع عشر من أكتوبر عام 1984. قبل نحو ثلث قرن. ودعمته بتقرير في غاية الأهمية حصلت عليه من هيئة الاستعلامات. وأزعم أن الصديق الدكتور ضياء رشوان سوف يفكر جيداً في إعادة طبع كتاب "جهاد السادات" لتوزيعه علي الصحفيين في الداخل والخارج. فالكتاب وثيقة إسرائيلية تتضمن اعتراف الصهاينة ببراعة المصريين في مواجهة الآخر. فقد خدعهم أشرف مروان. وتقمص "دور الخائن" لكي تنتصر بلاده. وكم من قصص الجاسوسية التي كتبها الأديب الراحل صالح مرسي "1929 ــ 1996" مازالت ماثلة في أذهان المصريين. وإذا كان رفعت علي الجمال ــ الكومبارس السينمائي ــ قد تحول إلي بطل قومي. فمن الأولي أن تنتج مصر مسلسلاً مماثلاً يتناول سيرة أشرف مروان. لرد اعتباره من ناحية. والرد علي مزاعم الصهاينة من ناحية أخري.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف