المساء
السيد العزاوى
الكلم الطيب - قناة للأزهر ودار الافتاء لحسم الشبهات وفتاوي التطرف
أعتقد أنه قد حان الوقت لخروج قناة تليفزيونية خاصة بالأزهر الشريف ودار الافتاء المصرية لبث البرامج الدينية ونشر سماحة الدين الحنيف ووسطيته التي تتناسب مع فطرة الله التي فطر الناس عليها وحسم الشبهات التي قد يثيرها المتطرفون والتكفيريون وتجديد لغة الخطاب الديني بما يتناسب مع عصر الإلكترونيات والسماوات المفتوحة.. وتفنيد الأكاذيب والأباطيل التي يثيرها أدعياء الفتاوي خاصة أن فوضي الفتاوي قد تجاوزت كل الخطوط والضوابط التي ينبغي تطبيقها حتي لا تترك الساحة لهؤلاء الأدعياء الذين يصدرون الفتاوي التي تثير البلبلة والتشكيك بين مختلف الأوساط. كل ذلك يتطلب اتخاذ التدابير والاجراءات لكي تصدر هذه القناة التليفزيونية وأن يتولي شئونها المتخصصون من أهل العلم من رجالات الأزهر وغيرهم المؤهلين للقيام بهذا الدور خاصة الذين يجيدون اللغات الأجنبية لمختلف البلدان والدول المتمكنين في علوم الشريعة بكل مجالاتها والتصدي لهؤلاء الذين كانوا وراء هذه الفوضي في الفتاوي التي انتشرت بالفضائيات وغيرها من مواقع التجمعات الجماهيرية.
ولا شك أن المؤتمر العالمي الذي أقامته دار الافتاء قد تناول الكثير من الجوانب التي تتطلب سرعة المواجهة والتصدي لهؤلاء الذين فتحوا أبواب الفتنة ودخول غير المؤهلين والهجوم علي التراث الإسلامي وتشويه صورته بلا علم أو ثقافة وتطاول في سفه وبلا مراعاة لأي آداب تحفظ لهؤلاء السابقين مكانتهم وتقدير جهودهم في حماية التراث الإسلامي.. كل هذا التطاول ودخول ساحة الإفتاء تحت ستار دعاوي زائفة مثل حرية الابداع والتعبير والجرأة علي التغيير في شئون الدين والشريعة الغراء ولم يسلم الأزهر الشريف ورجاله الذين ظلوا علي مدي أكثر من ألف عام ينشرون سماحة الإسلام من خلال مناهج تعكس حضارة الإسلام علي أساس من العلوم النقلية والعقلية ومناقشة مختلف الآراء في إطار من سعة الصدر وتجاوب من أهل العلم ومحيطين بفقه الشريعة الغراء وجوانب لغة القرآن الكريم بأسانيد علمية دقيقة.. ورغم هذه الجهود المضنية فإن بعض السفهاء لم يتوقفوا عن التطاول علي هؤلاء العلماء الأفاضل!!
هذه الفوضي في الافتاء تتطلب خطوات جادة وتحركات من العلماء بالأزهر وغيره من المعاهد العلمية بالعالم العربي والإسلامي وإيفاد البعثات من المتخصصين والمؤهلين لعقد الندوات واللقاءات ومواجهة التحديات التي تواجه الساحة العلمية واتخاذ خطوات تتضمن ضوابط محددة لكل من يتصدي للافتاء وأنه لا يجوز لأي شخص إصدار فتاوي دون تصريح وأن يتم إلزام المؤسسات ووسائل الإعلام بذلك وكذلك المواقع الإلكترونية وأن تصدر تشريعات قانونية لتجريم فتوي غير المتخصصين بالإضافة إلي منعهم من الظهور في وسائل الإعلام ووضع ميثاق بمنظمة التعاون الإسلامي لضبط مجال الإفتاء والسعي بكل جهد لتأهيل أجيال في مختلف علوم الشريعة الإسلامية واتقان اللغات الأجنبية واقتلاع كل أسباب فوضي الافتاء هذه المهام لابد أن يتولاها أهل العلم وهم كثير بحمد الله في العالم العربي والإسلامي.
لقد بات من الضروري أن تصدر قناة الأزهر ودار الافتاء للتصدي ومواجهة الدخلاء علي مختلف الأصعدة وأن يكون بث هذه القناة علي مدي 24 ساعة وأن تكون لدي القائمين عليها برامج تستهدف كافة البلاد العربية والإسلامية وبمختلف اللغات والرد علي كل التساؤلات وسائر الاستفسارات في كل شئون الحياة وأن تقوم هذه القناة بتغطية كل المناطق عن طريق موفديها والسعي بكل جهد لبحث أحوال المسلمين في شتي أنحاء الدنيا ونقل ما يتعرض له المسلمون من مشاكل وعقبات وأعمال التطهير كما يجري في ميانمار وبساحة الأقصي ومواجهة موجة العداء للإسلام وأهله إن مهمة هذه القناة أمانة لدي كل المسئولين بالأزهر ودار الإفتاء والجهات المسئولة ومختلف المؤسسات الإعلامية والإسلامية بالعالم العربي والإسلامي.. ونحن في انتظار إشارة البدء والانطلاق لهذه القناة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف