بسيونى الحلوانى
تحية لدولة الإمارات واجهت التطرف بحسم
لا تمتلك دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة مؤسسة إسلامية كبري بحجم الأزهر الشريف.. ولا جيشا من الدعاة وخطباء المساجد كالذي تمتلكه وزارة الأوقاف المصرية.. ولا مؤسسة إفتائية لها مكانة وعراقة وتاريخ دار الافتاء المصرية.. ومع ذلك استطاعت أن تواجه بقوة وحسم جماعات التطرف والتكفير. ووفرت الحماية لعقول شعبها وكل من يقيم علي ارضها من مخططات تخريب العقول والتحريض ضد الدولة ومؤسساتها كالذي يحدث في مصر.
جهود دولة الامارات في مواجهة المتطرفين والتكفيري كانت حديث المؤتمر العالمي للافتاء الذي اختتم أعماله منذ ساعات ونظمته الأمانة العامة لدور الفتوي في العالم بالتعاون مع دار الافتاء حيث قدم د.محمد مطر الكعبي الرئيس العام للشئون الإسلامية والإفتاء في أبوظبي تصورا كاملا لما اتخذته الامارات من إجراءات جادة وحاسمة لمواجهة طوفان التطرف والإرهاب الفكري وقد انطلق الموقف الإماراتي الجاد والحاسم من الوعي بخطورة هذا الطوفان الذي اجتاح عددا من المجتمعات العربية والإسلامية وكان يستهدف بالقطع الدولة الاماراتية المستهدفة من جارتها راعية الإرهاب وداعمة الإرهابيين" قطر" ولكن الإمارات نجحت في حماية ساحتها الفكرية من جحافل التكفيريين وموجات التطرف العاتية كما حمت حدودها من العناصر الإجرامية التي تسللت الي دول خليجية أخري وارتكبت جرائم إرهابية بدعم مباشر من الإمارة الشيطانية "قطر".
نعود الي الإجراءات الإماراتية التي تم استعراضها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للإفتاء حيث أكد د.الكعبي أن الإمارات اتخذت من الإجراءات ما يقف في المكونات والتنظيمات التكفيرية التي تمارس الإرهاب. وتتخذ من الفتاوي الشاذة التي تصدرها ذريعة لتبرير جرائمها وإرهابها. حيث يقومون بنبش الفتاوي الشاذة وغير المنضبطة من متون الكتب ويعزلونها عن سياقها الديني ودربها التاريخي. ويفتون بها في غير زمانها ومكانها وضربها. وينجم عن ذلك تدمير البلاد. وإزهاق الأنفس. وخراب المجتمعات. وفقدان الاستقرار وضياع الازدهار. وتشويه الصورة الحضارية للإسلام الذي يدين به مليار ونصف المليار من سكان كوكب الأرض.
وأشار الكعبي إلي أن حكومة بلاده وضعت ضمن أهدافها الاستراتيجية تعزيز مرجعية الإفتاء الرسمي في الدولة. وأسست المركز الرسمي للإفتاء. الذي يهدف إلي ضبط الفتوي في المجتمع. وتوحيد مرجعيتها. وتنمية الوعي الديني. ونشر ثقافة التعايش والتسامح. ومواجهة الفتاوي الشاذة. وفتاوي التطرف والتشدد والإرهاب. وفتح قنوات التواصل المباشر بين المجتمع الإماراتي بكل شرائحه مع أهل العلم. والاختصاص الشرعي. ومعرفة حاجات المجتمع والعمل علي توجيهه نحو التصرف الشرعي الصحيح. والمساهمة في استقراره وازدهاره.
واتخذت الإمارات إجراءات تمنع اقتحام ساحة الإفتاء من غير المتخصصين ومنعت أي شخص أو هيئة تقوم بالإفتاء بالحصول علي تصريح رسمي من المركز العام للإفتاء وبذلك نجحت فيما فشلنا نحن فيه حيث تركنا ساحة الافتاء مسرحا مفتوحا لكل من هب ودب وكانت النتيجة كماً هائلاً من فتاوي التكفير فضلا عن الفتاوي الشاذة والغريبة التي صدمت الرأي العام في مصر.
قد يقول قائل: إن الإمارات ليست مستهدفة بحجم استهداف مصر وليس فيها جماعات تتاجر بالإسلام وتتخذه مطية لتحقيق أهدافها السياسية.. وأنا أقول لهؤلاء: لا الإمارات مستهدفة مثل مصر تماما وتم ضبط خلايا حية بها لجماعات إرهابية ومتطرفة ولكنها تعاملت معها بحسم وليس بالأسلوب"الطري" الذي تعاملنا به نحن مع تلك الجماعات.
تحية للدولة الشقيقة وياريت ندرس خطة مواجهتها للتطرف والإرهاب الفكري ونستفيد منها كما وعد د.أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب خاصة وأننا نعد لتشريع جديد لمواجهة المتطفلين علي ساحة الدعوة والافتاء في مصر.
ليس عيبا أن نستفيد من تجربة دولة عربية شقيقة نجحت فيما فشلنا فيه.