الجمهورية
يحيي علي
اليونسكو والأزمة المالية
يبدو أننا لم نستوعب جيدا معركة مونديال 2010 والتي كان نصيبنا فيها صفراً كبيراً.. فقد خضنا هذه المعركة بحماس شديد.. وروح عالية.. وتضامن شعبي فوق الوصف.. وبادر اتحاد الجبلاية بالترويج لمعركتنا بملايين التيشيرتات وأفردت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية مساحات كبيرة للترويج لملف 2010.. وتحول الـ100 مليون إلي خبراء علي المقاهي وفي الميكروباصات الكل يدلي بدلوه.. لكن أدرنا هذه المعركة بعيدا عن ساحة المعركة.. كنا نلعب في القري والأزقة بينما تسجل الاهداف في الفيفا.. روجنا التيشيرتات لأطفال المدارس ومراكز الشباب.. وتناسينا أن التصويت يجري هناك.. وإننا أضعنا الوقت والجهد في عبث بلا طائل.. فكانت المعركة حامية الوطيس في الفيفا.. بينما كنا نهتف ونشجع ونروج الأعلام والتيشيرتات في الغرف المغلقة.. كانت الفضائيات تعرض اللافتات المعلقة في القري ومراكز الشباب وكأن استضافة المونديال باتت علي بعد خطوة.. من فرط البرامج والشاشات التي تنقل تجمعات الأطفال وهم يرتدون تيشيرتات 2010 ويرفعون الأعلام المصرية وكأننا فزنا بتنظيم المونديال بينما كانت المعركة في الفيفا ونحن خارج المنافسة بالمرة.
***
وفي معركة اليونسكو .. حاول البعض من المغيبين عن الواقع وعن العالم أن يصوروا ان دعم الأحزاب التي لا يسمع عنها أحد.. أو منظمات الغرف المغلقة.. هي خير دعم لمرشحتنا.. وكأننا نعيد نفس سيناريو 2010.. والحق يقال ان الخارجية بذلت جهداً كبيراً.. وخاضت السفيرة مشيرة خطاب المعركة بنزاهة وشرف.. ونافست بقوة حتي النهاية.. لكن عندما يتدخل المال السياسي في المعارك الدولية يفسد كل شريف.. ويدنس كل نزيه.. وبغض النظر عما جري.. معارك المنظمات الدولية لها معايير خاصة.. وأساليب وسيناريوهات عديدة ولعبة السياسة متغيرة وربما لا تثبت علي حال والمنافسات الدولية شرف لكل من يترشح لمنصب سواء فاز في المعركة أو لم يحالفه الحظ ومع ذلك.. لابد ان يتوفر في المرشح أبسط أسباب الترشح وفي مقدمتها أن يكون شخصية ذات تأثير دولي ولها علاقات دولية تدعمها في المعركة وتدرس المنافس من جميع الجوانب ولابد ان تكون المزايا أو المعايير متقاربة ولا يكون التفاوت كبيرا ويتم التنسيق مع دول العالم بصورة تترجم علي أرض الواقع حجم الأصوات التقريبي الذي يمكن أن يحصل عليه المرشح.. حتي وان كانت الانتخابات علي كل المستويات.
والخلاصة ان اليونسكو تعاني من الأزمة المالية.. والدويلة وعدت بانهاء الأزمة بأموالها.. وهذا ما دار بوضوح في المراحل الأولي للمعركة.
تذكرت وأنا أتابع انتخابات اليونسكو والتي ربما سارت بنفس الطريقة التي تعاملت بها الدويلة الإرهابية مع استضافة المونديال تذكرت قول الشاعر:
ان الدراهم في المجالس كلها .. تكسو الرجال مهابة وجلالا
فهي اللسان لمن أراد فصاحة.. وهي السلام لمن أراد قتالا.
***
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف