النفاق أخطر الآفات على المجتمعات واستفحالها مؤشر لانهيارها، ومن أشدها فتكا على الجميع حكاما ومحكومين، بل ومن المقاييس المتعارف عليها فى تحديد واقع ومستقبل الأمم، النفاق فى أبسط تعريفاته هو إظهار عكس ما يبطن الإنسان من معتقدات وحقائق ومواقف تحقيقا لأهداف خبيثة، ولخطورة النفاق على العقيدة والمجتمع والكيان خص القرآن الكريم المنافقين بسورة تحمل نفس الاسم تحدد خطرهم باعتبارهم سرطانا يضرب المجتمع وفى الآية (4) منها يقول المولى تعالى «وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ» هذا بجانب الكثير من الصفات والسمات والمخاطر التى وردت فى سورة البقرة، النفاق والتحذير منه لم يقتصرعلى القرآن فقط بل فى جميع الكتب السماوية الأخرى إضافة الى العقائد البشرية, وجميعها يعتبره كارثة خاصة إذا إتحذت طابعا وسلوكا يوميا فى التعامل، ورغم الكثير من التحذيرات والأحاديث الشريفة والمقدسة فإن الظاهرة انتشرت فى منطقتنا العربية، وكانت السمة العامة فى دول ومجمتمعات اخترقت وانهارت، وأخرى على وشك الإنهيار، ونما ذلك وشجع من قبل مجموعات انحرفت واتخذت من تضليل الحاكم وخداعه وسيلة لتحقيق المكاسب، لذلك فالحاكم الواعى يبعد أمثال هؤلاء، ولا يسمح لهم ويعاقبهم على أى محاولة لنفاقه، أقول ذلك وأمامى الكثير من التجارب المأساوية وبعض ملامح واقعنا المصرى الذى حوله محترفو النفاق عبر العصور إلى سوق للنفاق لقد فات هؤلاء أن إرادة الإصرار والتحدى جزء من هذا الشعب الذى لن يقبل بأقل من تحقيق النصر فى جميع حروب الوطن وعلى الأصعدة كافة رغم كل شئ وهو أمر محسوم بعيدا بورصة وأسواق النفاق والفساد.