لم يخطئ الدكتور محمود محيي الدين، نائب رئيس البنك الدولي ووزير الاستثمار الأسبق، حين قال: إن النجاح الاقتصادي لا يتطلب امتلاك الدولة لموارد طبيعية، فهناك دول لا تمتلك أي موارد تؤهلها للنمو مثل كوريا واليابان، ولكنها استطاعت أن تستفيد من الثروة البشرية والبنية الأساسية، وأوجدت منها ثروة خاصة، في حين أن بعض الدول النامية لديها امكانات ضخمة للغاية، ولا تستطيع الاستفادة منها بسبب عدم التخطيط للتنمية. ربما يكون ذلك أحد الأسباب التي دفعت حكومتنا الرشيدة، لاطلاق خطة جديدة لضبط الزيادة السكانية واستثمارها تحت عنوان «تنمية مصر طفلين وبس» بدءا بالمحافظات الأكثر فقرا، وكانت الانطلاقة من سوهاج في حضور 27 محافظا ووزيري الصحة والتنمية المحلية خلال الأسبوع الماضي.

وحتي تنجح هذه الإستراتيجية المطروحة، فلابد من توافر خدمات تنظيم الأسرة في قري ونجوع المحافظات، مع اختفاء الحملات الإعلانية الفاشلة علي غرار «حسانين ومحمدين» ، تحمل الموازنة عبئا إضافيا قدره «500 مليون جنيه». ليس ذلك فقط، وإنما لابد من توافر حوافز ملموسة لعدم الإنجاب بكثرة، مثل حرمان الطفل الثالث من مقررات التموين، أو دخوله المدارس الحكومية بمصروفات، مع تكثيف الرعاية الصحية والاهتمام بالصحة الإنجابية للأم التي لا تنجب سوي طفلين فقط، مع توقيع غرامة علي الطفل الثالث. وفي الإطار ذاته لابد من توسيع صلاحيات المحافظين، وتمكين المحليات من الرقابة علي المشروعات حتي تتحقق أنسب وسائل التنمية، بتأهيل الشباب لسوق العمل، وطرح المشروعات الصغيرة أمامهم بفوائد ميسرة، للحد من طابور البطالة، وإيجاد قاعدة من الصناعات الصغيرة للمشروعات الكبيرة. كما يجب أن تتضافر مؤسسات الدولة من تعليم وثقافة وإعلام محلي، لتحقيق شعار الحملة المطروحة «تنمية مصر.. طفلين وبس»