الجمهورية
محمد الفوال
كفاية دمار
مصر سباقه في موقفها من ضرورة اخلاء منطقة الشرق الاوسط من السلاح النووي وكافة اسلحة الدمار الشامل اطلقت دعوتها منذ عقود وطرحتها في العديد من المنظمات والمحافل الدوليه والاقليميه ومازالت عند موقفها وتطالب بل و تصر علي التمسك بهذا الهدف باعتباره السبيل الوحيد لتعزيز الاستقرار للمنطقة وشعوبها وحماية دولها من التهديدات والاخطار ويهيئ الاجواء الي السلام والأمن ويؤدي الي ايجاد فرص لحلول مستدامة للازمات والصراعات.
هذه هي سياسة مصر المعلنه وموقفها الثابت من قضية امتلاك اسرائيل ومحاولة ايران امتلاك سلاح نووي وجددته مع اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب رفضه الاقرار بالتزام إيران بالاتفاق الموقع حول برنامجها النووي مع الدول دائمة العضويه في مجلس الامن زائد المانيا وندد بالاتفاق لوجود ثغرات خطيرة به علي حد قوله داعيا الكونجرس لسدها في تهديد واضح بالتحلل من الالتزام القانوني بتوقيع ادارة اوباما عليه.
امريكا الوحيدة من بين الدول الست الكبري الموقعة علي الاتفاق التي تحاول نقضه وتعمل علي الغائه في حين تدافع الدول الخمس الاخري عنه ودعت واشنطن الي مراجعة موقفها بالحفاظ علي الاتفاق الذي اكدت الوكالة الدولية للطاقة الذريه التزام إيران التام بكل بنود الرقابة علي برنامجها النووي فيما أكد خبراء غربيون ان الرقابة الدولية علي البرنامج النووي الايراني هو الاشد في العالم ولم يسبق توقيع اتفاق "محبك" مثله من قبل.
ويخشي كثير من المراقبين ان يؤدي الموقف الشخصي لـ "ترامب" والمساند لموقف اسرائيل الي اشعال حرب واسعة النطاق في المنطقة ان لم تكن حرباً عالمية ثالثة ستكون مدمرة وشاملة.
الانتقادات التي يتعرض لها ترامب ليست من الدول الاوروبية وانما من داخل امريكا نفسها و من داخل حزبه الجمهوري بل و من صقور الجمهوريين المتشددين.
الاحتفاء الاكبر بموقف ترامب كان في اسرائيل التي تعتبر ايران عدوها اللدود والخطر الداهم علي ما تسميه بامنها رغم ان اي حرب تشتعل في المنطقة بسبب الغاء هذا الاتفاق ستدفع فيها اسرائيل ثمنا غاليا وستجلب الخراب والدمار علي دول المنطقة التي لم تتعاف من اثار وتداعيات الحرب الارهابية التي تتعرض لها منذ نحو سبع سنوات.
لا يجب ان يفرح احد بالمنطقة لأنه لن ينجو عندما تتحدث لغة الصواريخ والقنابل والبوارج والطائرات ويجب علي الدول المعنية ان تعمل علي تهدئة الاوضاع والدعوة الي الحوار وحل الخلافات والنزاعات بالطرق السلمية والمفاوضات السياسيه كما تطالب مصر بألا يصب الزيت علي النار المشتعلة تحت السطح.
نأمل ان تلقي الدعوة المصريه تأييد الجميع لأنها الكفيله بحماية المنطقه شرور الحرب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف