فيتو
أبو الفتوح قلقيلة
بتهزر حضرتك!
(بتهزر).. تلك الكلمة يقولها المصريون عندما يريدون التعبير عن دهشتهم أو استنكارهم تعليقا على سماع خبر معين، أو حتى استهجانا لمقولة لا تصدر من عاقل.. وللأسف تنطبق هذه المقولة هذه الأيام على كثير مما يدور حولنا اقتصاديا وسياسيا وأمنيا و.. إعلاميا أيضا، ولا يمكن لأحد أن يغفل ارتباط تلك العناصر معا وتأثيرها الشديد على المجتمع بكافة أطيافه، لذلك تردد صدى تلك الكلمة في أذني بعدما شاهدت التغطية الإعلامية الفاشلة والمتهافتة لحدث جسيم مروع ارتكبه إرهابيون أنذال بحق بعض رجال الشرطة المصرية، وترك أثرا شديد الوقع على أغلبية المصريين الأسوياء الذين يرفضون الدم.. كل الدم ويعتبرونه حراما وحدا فاصلا بين الإنسانية والوحشية وبين الدين والكفر.

وكان بداية (الهزار) من إعلام الدولة الرسمي وشبه الرسمي الذي انشغل بمباراة كرة القدم بين الزمالك وسموحة، وانبرى يحلل الكلمات البلهاء عن تأثير العفاريت على أداء فريق الزمالك وهزائمه المتكررة والمعتادة!.. سخف لا يليق أن ينشر أو يذاع في دولة مرفهة ينتحر مواطنيها من كثرة المال والراحة، فما بالك بشعب يعاني الأمرين يوميا فقط من أجل الحصول على متطلباته الأساسية!

ثم كان (الهزار) الأسخف من صحفي وعضو مجلس النواب شهير الذي نشر في تغريدات متتابعة على حسابه الرسمي في تويتر مجموعة من الأخبار خاصة برجال الشرطة وما حدث لهم هناك في طريق الواحات، وكأنه كان معهم، أو كان يعلق من غرفة العمليات أو أشياء أخرى لا يجب أن تمر مرور الكرام من الدولة ومن النيابة العامة، خاصة تلك المتعلقة بقيام الإرهابيين باختطاف وأسر رجالنا أبطال الشرطة المصرية!

ثم تتابع الهزار السخيف بشكل مقزز حتى وصلنا لمرحلة النجم أحمد موسى.. كيف لا يدلي الرجل بدلوه ويهين أبطال العملية بإذاعة (سبق) عبارة عن تسجيل صوتي يظهر ضباطنا وجنودنا بشكل لا يليق، وبطريقة تتوارى اللغة خجلا منها.. بالقطع الملايين سمعت هذا التسجيل الصوتي المُهين لرجال الشرطة المصرية الذين باعهم من يدعون الوطنية ويحتكرونها سعيا وراء أكبر كم من الإعلانات.. لاحظ أن الاثنين يعملون في نفس القناة وهناك غيرة (مهنية) بينهم وسباق محموم على النجومية والتربح ولو على حساب شهدائنا الأبرار، ولو على حساب مشاعر أسرهم المكلومة، ولو على حساب الوطن وأمنه واستقراره وهيبة رجال العمليات الخاصة والأمن الوطن.

إن ما حدث يتطلب تحقيقا سريعا من الجهات المنوط بها ذلك، حتى وإن وصل الأمر لمحاكمة لكل من أذاع أو نشر أخبارا كاذبة أو غير مصرح بها تتعلق بالأمن القومي المصري وبالعمليات الأمنية التي تقوم بها الشرطة المصرية أو رجال القوات المسلحة.. لا بد من محاكمة الاثنين على (الهزار) السخيف والعبث المنفلت بالوطن وأمنه ورجاله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف