عبد العظيم الباسل
فى الموضوع - الرجل الذى قال لا
من منكم لا يعرف لغة المصالح الحكومية في مصر، التي تفرض الرشوة علي كل من يريد خدمة من عباد الله البسطاء، تحت مسميات دارجة مثل «إبرز تنجز»، «وأبجني تجدني»، وغيرها من المصطلحات الهابطة التي تطلب الرشوة بصورة محجبة!.
تبدو هذه الصورة اكثر وضوحا، في ادارات الأحياء السكنية التي تتعامل مع الاشغالات ومخالفات البناء، وتمتد الي التفريط في أراضي الدولة الواقعة في حزامها، مقابل إغراء المقاولين ومحترفي المخالفات، وسماسرة القانون، الذين يعرضون من جنيه المليون علي ضعاف النفوس من موظفي تلك الأحياء لتقنين جرائمهم.
هكذا ذاع صيت الفساد في المحليات، حتي حفظ رجل الشارع مقولة «الفساد للركب»، علي لسان الدكتور زكريا عزمي رئيس دوان رئيس الجمهورية الأسبق، وفي حقيقية الأمر كان غارقا في الفساد حتي أذنيه، عندما ظهر علي حقيقة بعد سقوط دولة مبارك.
في اطار هذه الصورة القائمة للمحليات، فاجأنا مدير الإدارة الهندسية بحي العجوزة المهندس أحمد محمد الصحاوي الذي رفض المليون كرشوة وتمسك بتطبيق المخالفة، ولم ينجح راشيه في إستدراجه للمساومة علي أراضي الدولة!.
والطحاوي قد يكون من الموظفين المعوزين، أو متوسطي الحال، ولديه الكثير من المطالب والاحتياجات، وربما قد يجد في المليون جنيه حلا لإزماته، ولكنه أبي علي كرامته وشرفه أن يقبل مالا من حرام ويفرط في حق الدولة التي أأتمنته علي إدارة شئونها.
تحية للطحاوي الذي قال لا للرشوة، واعاد للمحليات جزءا من شرفها المسلوب! وما أحوجنا إلي الملايين من امثاله داخل دولة الاحياء الفاسدة عساها أن تتطهر