الجمهورية
محمد العزاوى
مصر وفرنسا.. شراكة استراتيجية
نجحت مصر خلال الفترة الأخيرة في دعم علاقاتها الخارجية مع العديد من دول العالم وعلي رأسها فرنسا التي ترتبط معها بروابط تاريخية وعلاقات استراتيجية علي كافة المستويات.. ويرتبط الرئيسان عبدالفتاح السيسي وإيمانويل ماكرون بعلاقات متميزة تدفع التعاون المشترك بين القاهرة وباريس علي كافة المسارات.
التعاون التجاري بين مصر وفرنسا شهد في الفترة الأخيرة تقدماً ملحوظاً حيث كسر حاجز الملياري يورو كما تعمل في مصر حوالي 160 شركة فرنسية توفر ما يقرب من 40 ألف فرصة عمل بالإضافة إلي التعاون المستمر بين البلدين في مجالات الثقافة والآثار فهناك حوالي 40 بعثة أثرية فرنسية تشارك في ترميم الآثار والتنقيب عنها إضافة إلي كل ذلك الدعم الفرنسي الواضح لمصر في حربها ضد الإرهاب والطفرة الملحوظة في التعاون العسكري بين البلدين.. كل ذلك يكشف مدي التفاهم بين القيادتين السياسيتين في البلدين والذي يدعم التعاون المشترك علي كافة المستويات.
وقبل زيارة الرئيس السيسي لباريس قابلت السفير الفرنسي بالقاهرة ستيفان روماتيه. الذي يعشق مصر ويبذل أقصي ما لديه لدفع التعاون المشترك بين البلدين في جميع المجالات. وكشف لي عن مدي قوة العلاقات بين الدولتين وشعبيهما قائلاً "هناك تعبير شهير عندنا يقول: مصر عشق فرنسي فكل الفرنسيين يتابعون أخبارها دائماً باهتمام ويحرصون علي زيارتها والاستمتاع بأماكنها السياحية وأجوائها الساحرة. وعلي الجانب السياسي: لا يمكن الاستغناء عن مصر ودورها الرائد في أي ملف من ملفات منطقة الشرق الأوسط".. ليس هذا فقط بل أكد لي السفير الفرنسي أن الموسم السياحي المقبل سيشهد طفرة حقيقية في أعداد السائحين الفرنسيين الذين غابوا عن مصر لفترة بسبب ما شهدته من أحداث وتحديات في السنوات الماضية.
ولاشك أن القمة الأولي بين الرئيسين السيسي وماكرون ستكون بمثابة إنطلاقة جديدة للعلاقات المشتركة وستدشن عصراً جديداً من الشراكة الاستراتيجية في ظل التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط كالإرهاب والأزمة السورية والملف الليبي والقضية الفلسطينية وغيرها من الملفات التي يحتاج حلها إلي تعاون حقيقي بين القوي الدولية ومصر ليعود الاستقرار مجدداً لمنطقة الشرق الأوسط.
هذه الأزمات وتلك التحديات تحتاج دائماً إلي تجدد اللقاءات المشتركة بين القاهرة وباريس واستعراض ما يجري علي أرض الواقع وإطلاق المبادرات من أجل صالح شعوب منطقة الشرق الأوسط ودول أوروبا وأن يكون في مقدمة الأولويات السعي بكل جهد من أجل التنمية المستدامة وفتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات وستظل مصر وفرنسا نموذجاً لكل الدول في التعاون الثنائي والشراكة الاستراتيجية وأن يمتد هذا التعاون إلي الساحة الإفريقية التي هي في أشد الحاجة لجهود الدولتين لمحاربة الفقر والإرهاب الذي يدمر الأخضر واليابس ويقضي علي أي جهود للتنمية وعلي مصر وفرنسا مواصلة التعاون من أجل شعوب هذه القارة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف