ناصر عبد النبى
توك شو - الجونة نجح قبل أن يبدأ
* لا حظت من خلال متابعتي للتغطيات الإعلامية لمهرجان الجونة السينمائي في دورته الأولي أن المهرجان نجح قبل أن يبدأ فلم اقرأ أو استمع لأي نقد أو ملاحظات علي أداء الدورة الأولي وكأن المهرجان خلا تماماً من أي خطأ ورغم انني أري أنه من الطبيعي في أي عمل أن يكون له ايجابيات وسلبيات ولكن للأسف لم يذكر أحد من المتابعين للمهرجان أي سلبيات وخرجت التغطيات تشيد وتمتدح عبقرية الفكرة والفعاليات والملايين التي تم رصدها وصرفها علي المهرجان وخرجت معظم برامج الفضائيات الخاصة والتليفزيون المصري كلها تشيد... بل وهذا دفع مسئول المهرجان أن يعلنون أنه سيناطح مهرجان كان السينمائي ورغم انني أتمني أن يحدث ذلك فعلاً إلا أن ذلك قد يكون من الصعب تحقيقه لعدة أمور أولها كم المجاملة التي أفرط فيها بعض السينمائيين لمجاملة صناع المهرجان من عائلة ساويرس وراحوا يعلنون أن المهرجان سينافس مهرجان كان في دوراته القادمة برغم أنه لم يحقق أي مردود علي المستوي العالمي.. بل وراح بعض السينمائيين يقارنون بين مهرجان الجونة صاحب الميزانية الضخمة ومهرجان القاهرة السينمائي صاحب الميزانية المحدودة وكنت أتمني أن تمتد يد العون لمهرجان القاهرة السينمائي باعتباره مهرجان الدولة سواء بالدعم المالي من محبي السينما من رجال الأعمال والذين يعشقون السينما ويتحمسون لها لدرجة إقامة مهرجان سينمائي.. وأري أن مهرجان الدولة "القاهرة السينمائي" الأولي بالدعم والرعاية بدلاً من إقامة مهرجان في الجونة.. وهذا لا يعني انني ضد إقامة مهرجان بالجونة ولكن هناك أولويات ويجب التركيز في المهرجان الذي يحمل اسم الدولة وعاصمة الدولة بدلاً من التشتت في عدد كبير من المهرجانات دون أن يكون لها مردود حقيقي أو انعكاس علي الساحة السينمائية وربما تكون تجمعا لمجموعة من الأصدقاء وطبعا لم تحقق معظم المهرجانات التي تقام في مصر الهدف من إقامتها وأصبحنا نعاني من تخمة مهرجانات سواء في السينما أو المسرح أو الغناء.. وبالتالي أصبحنا في حاجة إلي ترشيد المهرجانات وتركيزها بدلاً من إقامة مهرجانات عديدة دون حاجة إليها نعود لمهرجان الجونة الذي نجح قبل أن تنطلق دورته الأولي ويبدو أن نجاحه يرجع إلي أن فعالياته في الجونة ومن يخرج عن النص أو ينتقد المهرجان قد يحرم من المشاركة في الفعاليات في الدورات القادمة لأن الاقامة وتذاكر الطيران كله علي حساب صاحب المهرجان فكيف سيتم انتقاده بل كان السباق علي إرضائه والتضخيم في المهرجان وفي الدورة الأولي والتي شبهها البعض بمهرجان كان وشتان الفرق المهم أن يرضي المهرجان غرور القائمين عليه ولا مكان للفشل أو السلبيات وكله تمام.
** لو حضر نصف الفنانين الذين شاركوا في مهرجان الجونة فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي لتغير شكل المهرجان بنسبة كبيرة ولكن للأسف هذا لا يحدث.
** اقترح إقامة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في أحد المنتجعات السياحية حتي نضمن نسبة حضور غير عادية من السينمائيين.