خدعوك فقالوا إن «السياسة شبه غائبة» فى العام الأول لحكم الرئيس عبد الفتاح السيسى وأن دولة السيسى تنتصر للحلول الأمنية على حساب الحلول السياسية وهذا غير صحيح!
كيف يمكن القول بأن السياسة غائبة بينما واقع الحال يشير ويؤكد نجاح مصر فى كسب أوسع تأييد عربى وعالمى تحت مظلة متوازنة من التعاون المثمر والمفتوح مع كافة القوى الدولية «شرقا وغربا»على حد سواء... ولو كانت السياسة غائبة كما يزعم المروجون لما كانت مصر قد استعادت مكانتها ودورها المحورى فى المجالين العربى والإفريقى بحيث أصبحت القاهرة هى الرقم الوازن فى معالجة الأزمات والتحديات على هذين الصعيدين الحيويين لمصر تاريخيا وجغرافيا!

كيف يمكن الادعاء بغياب السياسة فى ظل هذا التنوع السياسى والإعلامى الذى قد يراه البعض مزعجا ومقلقا ولا يتفق مع ضرورات المرحلة الصعبة التى تمر بها مصر ومع ذلك فإن السيسى ودولته لم يفكرا للحظة واحدة فى شد لجام الانفلات السياسى والإعلامى الذى لم يسلم أحد من هجومه بما فى ذلك الرئيس السيسى نفسه!

أى افتراء على الحقيقة بادعاء غياب السياسة بينما تتزايد مشاعر الثقة والأمل لدى غالبية الشعب فى مستقبل أفضل سوف يمكن مصر من تجاوز العثرات الراهنة المتمثلة فى أزمة الطاقة وأزمة الغلاء وأزمة البطالة حيث يرى المصريون بأعينهم كيف انطلقت أكبر عملية بناء وتشييد لورشة العمل الجديدة بدءا من قناة السويس الجديدة ومرورا بعشرات المحطات للكهرباء ووصولا إلى شبكة الطرق العملاقة واستصلاح واستزراع الصحراء.

وفى اعتقادى أن الرد الوحيد على أكذوبة غياب السياسة فى العام الأول لحكم السيسى يتمثل فى استمرار ثقة المصريين بالرجل ودولته وعدم تجاوبهم مع كل أبواق وأدوات التحريض على التظاهر والاعتصام وإبداء التفهم الكامل لضرورات اللجوء إلى رفع الدعم عن الطاقة وما ترتب على ذلك من غلاء الأسعار فى بعض المواد الغذائية والخدمات.

لقد انتهج السيسى التعاطى السياسى مع الواقع المصرى الصعب بلغة «الأفعال وليس الأقوال» ولم يأخذ الطريق السهل بإطلاق بالونات الأمل وإنما آثر اللجوء للطريق الصعب بمنهج «إفعل ثم تكلم»... وكفى ما جرى لمصر فى السنوات الثلاث التى سبقت مجيئه وكان عنوانها «إرفع سقف الطموحات دون أى حساب للقدرات والإمكانيات»!

خير الكلام:

<< سلطان عادل خير من مطر وابل.. وعدل قائم خير من عطاء دائم.. وعدل السلطان خير من خصب الزمان !