دبى مدينة عربية عالمية، تسعى بكل ما تمتلك من قدرات لأن توفر للناس المدينة الفاضلة التى يحبون أن يعيشوا ويتمتعوا فيها. المدينة تؤكد لكل القيادات العربية أنه لا يوجد مستحيل، طالما أنك وضعت رؤية، ووضعت الخطوات لتنفيذ هذه الرؤية، وأخضعت الجميع للقانون، فلا فرق بين حاكم ومحكومين، ولا بين مواطن ومقيمين، ولا يوجد أى نوع من الاختلاف والتناحر ولا صراعات فكرية وعقائدية، الكل يعيش تحت سماء واحدة، ويحكمه قانون واحد، ونظام يخضع له الجميع.
هذه المدينة التى أزورها للمرة الثانية، فى كل مرة أشعر بالانبهار فى كل شىء، مع رؤية قيادة تسعى بكل قوة نحو المستقبل، وقيادات شابة لا يأكلها الكراهية والطمع، ولا النميمة والريبة، وكل ما يركز فيه كل قيادى هو أن ينجز ويتقدم، ليصنع التقدم لدولته.
لقد ذهبت هذه المرة بدعوة كريمة من المنتدى الاستراتيجى العربى، للمشاركة فى أول برنامج تدريب تنفيذى حول «الاستشراف الجيوسياسى والاقتصادى المتخصص للإعلاميين العرب» حضره 26 إعلامياً عربياً من مختلف الدول العربية، من أجل التعرف على المنهجية التى يتم بها استشراف المستقبل، وقدم الدورة الأستاذ الدكتور محمد شومان عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية، الذى يحمل تاريخاً طويلاً من العطاء فى الحقل الأكاديمى والإعلامى، والاستشراف، وعلى مدى يومين، تعرفنا على الاستشراف وأدواته ومناهجه، ويبقى أن ينتشر هذا الفكر فى جميع الوطن العربى.
ونحن نهنئ سعادة عبدالله بن طوق، نائب رئيس المنتدى الاستراتيجى العربى، الذى تم ترقيته إلى الأمين العام لمجلس الوزراء لدولة الإمارات العربية المتحدة، والذى كان لنا معه لقاء مطول سوف يتم نشره قريباً، حدثنا فيه عن المستقبل، وعن الإمارات العربية بعد مائة عام، وعن الرؤية التى يحملها كل إماراتى لبلده تحت قيادة حكيمة تدرك أن الأمل فى استشراف المستقبل، وأنه لا يجب الانتظار حتى يستشرف لنا الغرب مستقبلنا وإنما على العرب استشراف مستقبله. ويقول «عبدالله» إن المنتدى الاستراتيجى العربى تم تأسيسه منذ عام 2001 ويقدم استشرافات وتوقعات سنوية دقيقة حول الأحداث المهمة خلال العام، وذلك تحت توجيهات ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس الوزراء حاكم دبى. الذى يؤكد ضرورة أن يستشرف العرب مستقبلهم.
وكان خلف نجاح البرنامج فريق عمل متميز هم: سهى العليلى مدير المنتدى الاستراتيجى العربى ومحمد عبدالظاهر رئيس تحرير المكتب التنفيذى، وغيرهم الكثير، فكان الإخراج للبرنامج رائع، من حيث الحجم والكم، وتعرفنا على شخصيات إعلامية محترفة ومثقفة من مختلف الدول العربية، الإمارات، والسعودية، ومصر، والكويت، والبحرين، والجزائر، وتونس، والأردن، وغيرها.
والتحدى الأكبر للإعلاميين، هو قدرتهم على استشراف المستقبل، وصناعة التقارير المحايدة والدقيقة، خاصة أن الروبوتات تشكل تحدياً كبيراً للإعلاميين فى المستقبل، ويبقى أن يسعى الإعلامى لاكتساب مهارات وإمكانيات تمكنه من المنافسة والاستمرارية فى عالم يتميز بالسرعة والتوجه نحو الذكاء الصناعى.