عباس الطرابيلى
هموم مصرية - لعملية الواحات .. إيجابيات أيضاً
هل ينكر واحد منكم عمق العلاقة - العميقة- بين التنمية والإرهاب. وهل ينكر إلا جاحد أن الهدف الأكبر للإرهابيين هو إجهاض عمليات التنمية والتعمير، وإعادة البناء الحالية.. بل علينا أن نثق أنه كلما نجحنا في قطاع وحققنا فيه عملاً إيجابياً.. زادت بل وتوحشت العمليات الإرهابية تماماً كما هو دائم صراعنا مع إسرائيل.. ومع أعدائنا القدامي- المحدثين في نفس الوقت. ألا وهو أنهم لن يتمكنوا من تمزيق المنطقة العربية طالماً بقيت مصر تقود عمليات المقاومة لكل هذه المخططات.. وأن هذه العقيدة عندهم نشأت في عز عصر الحروب الصليبية.
إذن علينا أن نربط دائماً بين تزايد عمليات الإرهاب.. وبين نجاحنا في خلق تنمية وتقدم وبناء، من العدم، في ظل ظروف اقتصادية شديدة السوء.. وتأكيداً لذلك تابعوا معنا الإنجازات التي تمت - في كل المجالات، وبرزت سواء في مجالات الصناعة أو الزراعة.. أو حتي في زراعة الأسماك.. وكذلك صفقات تنويع السلاح، وكان وصول الغواصة المائية الثانية - بعد الأولي- ووصول الفرقاطة «المدمرة» البحرية الفرنسية إلي الاسكندرية.. وكذلك توالي وصول طائرات الرافال التي تزامنت مع وصول حاملة الطائرات الميسترال - الثانية بعد الأولي- وإنشاء أكبر قاعدة عسكرية غرب مصر.. أليست كلها إيجابيات وإنجازات يحاول الإرهابيون إجهاضها.. بل تدميرها؟!
<< أقول ذلك بعد جريمة الإرهابيين عند الكيلو 135 علي طريق الواحات.. ومهما كان عدد الضحايا.. إلا أننا يجب ألا نغفل هدفهم الأكثر قذارة.. وهو تدمير مصر وإشاعة الفوضي فيها.. ليتحقق لهم حلمهم بالعودة إلي كراسي الحكم.. أي يجب ألا تلهينا هذه العمليات عن استمرار تنفيذ برنامج التنمية شديد الطموح الذي يأتي معظمه من أفكار الرئيس السيسي ويتابع تنفيذه يومياً.. أي أن الهدف هو ضرب الرجل الذي أزاح رجلهم عن كرسي الحكم بعد أن لجأ إليه الشعب كله ليتدخل لإنقاذ الوطن.. وهم هنا يعاقبون الرجل.. ويعاقبون الأمة المصرية كلها.
<< ولا أريد أن أصدق هنا ما يثار حول وجود خيانة داخل جهاز الشرطة.. ورداً علي ما لوحظ من وقوع القوة الحكومية التي كانت في طريقها لتطهير بقعة إرهابية في ذلك الكمين، الذي نصبه الإرهابيون لها، علي طريق الواحات بأن الإرهابيين يمتلكون أجهزة متقدمة.. للغاية. وتصوراً لفكر رجال الشرطة.. وتوقعوا وصول قوة الشرطة - من هذا الطريق الأوحد- فنصبوا كميناً محكماً أعلي تبة تسيطر علي هذا الطريق، الذي كان يمر بالوادي المنخفض.
ولن نقول ما يدعي كل من يطلقون علي أنفسهم صفة «الخبير الأمني» بأنه كان يجب أن يسبق هذه القوة الرئيسية، قوة صغيرة تتحرك كمقدمة للقوة الأكبر لتكتشف الطريق.. وتشتبك مع هذا الكمين إلي أن تصل باقي القوات.
أو كما يتساءل البعض أن مهمة بهذه الأهمية كان يجب من بدايتها أن تتم بتنسيق كامل مع القوات المسلحة.. وأيضا باستخدام طائرات الهليكوبتر سواء للمشاركة في عمليات الاشتباك.. أو لمطاردة من يهرب من الإرهابيين لكي تنزل بهم ضربة قاسية.. بحجم ما خططوا له ضد قواتنا الشرعية..
<< وارتفاع عدد الشهداء من الضباط له أيضا دلالاته.. ومغزاه الكبير لأن فكر الشرطة الآن- وهذا نابع من فكر قواتنا المسلحة يجعل الضباط دائماً في مقدمة أي قوة مهاجمة لأي وكر إرهابي.. وتخيلوا رد فعل وجود الضباط في المقدمة، أمام جنودهم.. وأي بسالة يؤدون بها مهامهم. وأتذكر هنا أكثر من ضابط كبير في الشرطة نال عظمة الشهادة، لأنه كان في مقدمة جنوده تماماً كما نتذكر أكبر رتبة عسكرية بالجيش المصري، هو الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الذي استشهد، وهو في الصف الأمامي في الأيام الأولي لحرب الاستنزاف في مارس 1969.. وأيضا اللواء أحمد حمدي قائد سلاح المهندسين، الذي استشهد أيضا وهو يشارك جنوده في إصلاح أحد الجسور العائمة لكي تعبر عليه قواتنا إلي شرق القناة.
<< إنها عقيدة طيبة يشكر عليها كل مصري، في الجيش.. وفي الشرطة.. وإذا كنا قد خسرنا عدداً من شهدائنا علي طريق الواحات.. علينا أن نتذكر الايجابيات والدروس التي يجب أن نستفيد منها ونحن نواجه الإرهابيين.