لمة الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي التي تناول فيها المعني الحقيقي للثائر الحق والتي قالها قبل رحيله أي قبيل ثورة 25 يناير 2011 بسنوات ومع اننا سمعناها لمرات علي شاشات الفضائيات وعبر أثير الإذاعات المحلية.. إلا اننا لم نتوقف أمام أطروحة الراحل العظيم.. في كلمته رصد الداء ووصف الدواء.. ورسم صورة حقيقية للثائر الحق الذي ينتفض ضد الظلم والفساد ثم سرعان ما يهدأ ليبني الأمجاد.. وبين من يريد الهدم وتقويض بنيان الدولة فالأول يقوم بعمل مشروع.. أما الثاني فهو آثم بفعله وما يدعو إليه.. وبالتالي فاستمرار حالة الثوران لا يتفق البتة مع روح الإسلام الذي يدعو إلي الاستقرار والاستمرار والهدوء واستنهاض الهمم لإعادة الحياة واستمرار عجلة الحياة.. ولك أن تعجب من هؤلاء الذين مازالوا يتمسكون بحالتهم الثورية بدعوي ان الأهداف التي ثاروا من أجلها لم تتحقق! وان خالفهم الجميع وان شئت قل العقلاء.. وربما غاب عن كثيرين ان كثيرا من المسئولين يعانون الأمرين.. من هؤلاء الذين يحاولون فرض وصايتهم بدعوي توريثهم وفورانهم.. وأتساءل ومعي كثيرون بطبيعة الحال متي ينزوي هؤلاء وبالأحري متي ينصرفون إلي البناء واستنهاض الهمم لتنفيذ ما قامت من أجله ثورتين.. بناء الدولة لتعود إلي أزمانها الوارفة لن يتحقق بالمجادلات العقيمة ولا بالتسفيه الذي نحياه الآن ولكنه يتحقق بالعمل الجاد وإخلاص النوايا ونبل الأهداف.. مطلوب من الثوار أن يقدموا براهين عديدة لحسن نواياهم لاسيما ونحن مقبلون علي الاستحقاق الثالث والأخير وحتي يكتمل بنيان الدولة.. كل ما أخشاه أن يظل الثوريون علي حالتهم ليستيقظوا بعد أن يكون البرلمان القادم خالياً من ممثليهم عندها سيبكون وسنبكي معهم ولكن للأسف سيكون البكاء بعد فوات الأوان.. ويبقي الحل في كلمات الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي فقد رصد الداء ووصف الدواء والذي يكمن في هدوء الثائرين إذا كانوا فعلا وقولا يريدون بناء ما هدم علي أيدي الظالمين.. فهل يعي كل من شارك في الثورتين هذه الحقيقة.. أم اننا سنظل ندور في حلقات مفرغة ومجادلات نحن جميعا مأمورون بالانسلاخ عنها والابتعاد عن مقدماتها لست أدري والله الهادي إلي سواء السبيل.