رضا محمد طه
الإستهانة بالدماء والسحق المعنوي للفرد
لا يوجد شيء أكبر او اكثر جللاً من التضحيات بالأرواح والنفس خاصة إذا كانت دفاعاً عن الوطن أو النفس أو العِرض، فإلي جنة الخلد شهداء الشرطة والوطن بالعموم، لكن البعض قد يستهين ويقلل من شأن تلك التضحيات أمام إعتبارات أخري مثل حالة الرضا العام وإنبساط وسكون الناس، هذا ما يستنتجه من يقرأ مقال الإستاذ عماد أديب اليوم في جريدة الوطن تعليقاً علي حادث الواحات الذي راح ضحيته العديد من الشهداء، من ضمن ما كتبه في هذا المقال ".....أعتقد أن الخسارة الأكبر هي تصدير حالة اليأس والشك والعدمية مرة اخري إلي نفوس الرأي العام المصري الصبور"، والكلمة الأخيرة هي "الصبور" قالها علي إستحياء وكما لو انه لا يعلم أن أغلب المواطنين يعيشون حالة من الغضب واليأس علي ضحايا الإرهاب وأيضاً بعد الإرتفاع الكبير في الأسعار والتي جعلت البعض يتكلم مع نفسه من كثرة الهموم التي يحملها جراء تكاليف المعيشة المحيرة للعقول.
كان الأستاذ أديب قد أطل علينا منذ بضعة أيام من خلال برنامج يقدمه أخيه عمرو أديب كي يتحدث عن الإنجازات وعلاقتها برفع الروح المعنوية وأمور في شئون البلد كان الأجدر أن يتناولها ويتحدث عنها متخصصين، فهل شعوره بالإحباط هو أن مابذله من جهود في التبرير والإقناع قد ذهب سدي؟ وهل كان الأستاذ عماد سيكتب مثل هذا الكلام لو أن إبنه كان أحد الشهداء في حادث الواحات؟، أم ان فكره هو سحق الفرد ضابطاً كان ام مواطناً عادياً أمام رضا النظام والرأي العام؟ أليس الرأي العام ورضاءه هو نتاج توفير الأمن والأمان وتيسير سبل الحياة لهؤلاء الأفراد جميعاً؟، والملفت للنظر والمثير للسخرية أن الأستاذ أديب لم يأخذ في إعتباره تململ الناس وغضبهم من الأوضاع المعيشية التي يمرون بها منذ إرتفاع الأسعار ماخذ الجد أو يتعاطف معهم، لكن في المقابل سار في نهج التبرير بشتي الطرق والحيل العجيبة والغريبة والغير منطقية، لذلك نسأل أليس ذلك هو المنطق المعكوس الحقيقي، وليس الذي كتب وحدثناعنه من قبل في إحدي مقالاته!!!.
المعروف أن الشعوب تمر بأزمات واوقات حزن وفرح، وهذه أمور طبيعية، فالحياة نعيماً دائماً وكذلك لا يجب أن تزيد اوقات وفترات الحزن عن قدر معين حتي لا ييأس الناس ويفقدون أي معني للحياة فالإبتلاءات هي أقدرا من الله وعلينا أن نتقبل قدر الله قبول حسن، وأن نصحح دائماً من انفسنا ومن أخطائنا، قال تعالي "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" سورة البقرة.