الأخبار
صبرى غنيم
رؤية - أنا.. والفلوس أعداء
> هذه حقيقة وليست من باب الافتراء علي النعمة، لأني أتعامل مع الفلوس علي أنها رزق مكتوب قسمه الله لي حتي ولو كنت مجهول العنوان، لأن الله لا يتوه عن عنوان من يخصه بالرزق، ولذلك كانت فرحتي كبيرة كلما أطرق باب البنك وأصرف شيكا وأحصل بمقتضاه علي رزمة اًو رزمتين بنكنوت من الفئات الكبيرة، لم أهتم بشكل العملة الورقية إن كانت جديدة أم قديمة كل اهتمامي كان بالآستك وباسم البنك ملفوفا علي الرزمة.. فكنت مطمئناً من سلامتها.. مع الأيام كنت في زيارة لأحد أطباء الجلدية ورفضت سكرتيرته أن تحصل علي الأتعاب نقدا وأصرت علي البطاقة الإئتمانية.. سألت الدكتور لماذا يرفض الكاش.. فهمت منه أن الكاش يحمل الأمراض لأنه يتنقل من يد إلي يد ولذلك يفضّل الدفع بالفيزا.. خرجت من عنده وفِي رأسي قرار إما أن يكون البنكنوت جديد » لانج»‬ وإما أرفضه، ومن يومها أصبح بيني وبين الفلوس عداء لا هي تحبّني ولا أنا أحبها بسبب اشتراطاتي للبنكنوت الجديد..
> وأذكر في العام الماضي كنت في ألمانيا ودخلت إحدي الصيدليات لأشتري معجون أسنان وكان مطلوبا مني أن أدفع ثمانية يورو فأبرزت ورقة قيمتها ١٠٠ يورو علي أمل أن يعطيني الباقي اعتذر لأنه لا يملك في الخزينة كاش طلبت منه أن يفكها لي اعتذر لأنه أيضا لا يحمل كاش.. تركته وانقطع نفسي وأنا ألف علي المحلات في محاولة لصرف ورقة المائة يورو والكل يرفض، تنبهت لوجود بنك فدخلته وطلب جواز سفري ثم سلمني الفكة وأفهمني أن الكاش ممنوع في بلادهم.. ومن يومها أصبح بيني وبين الفلوس عداء.. فلا هي تحبّني ولا أنا أحبها، لذلك تجد جيوبي خاوية والحمد لله.. وسبب كراهيتي للفلوس هو خوفي أن تكون حاملة للميكروب ولا استبعد هذا لأننا في بلد تنقصنا فيها النظافة، لدرجة أن معظم المصريين لا يستحمون يوميا ليس بسبب نقص المياه لكن بسبب الإهمال مع أن المية بوفرة وتستخدم في رش الشوارع..
> وأذكر موقفاً لي في لندن فقد دخلت أحد المحلات اشتري بعض الملابس وعند الدفع كنت أحمل ورق بنكنوت من الاسترليني فئة الخمسين جنيها وعند الكاشير ضربت جرساً تستدعي مديرتها التي أخذت تتفحص أوراق البنكنوت ورقة ورقة بقلم فلوماستر لكنه مثل الاستيكة فهمت أن هذا القلم للكشف عن الورق المزور، طبعا هذه الطريقة لا تحدث عندنا وكم من ضحايا وقعوا في مصيدة البنكنوت المزور لأن خبرتنا في هذا المجال محدودة.. إذن إلغاء الكاش من حياتنا فيه حماية لنا من عمليات التزوير.. لذلك اقترحت علي الدكتور مصطفي الفقي رئيس المركز الإعلامي العربي أن يكون مؤتمر »‬ الناس والبنوك »‬ الذي ينظمه المركز امتداداً لمؤتمر الشمولي المالي في رسالته والتي تركها لنا في شرم الشيخ الشهر الماضي.. الدكتور الفقي رحب بالفكرة لأننا في حاجة إلي رفع الثقافة البنكية عند جميع الشرائح العمرية، وقد تبني الفكرة هشام عكاشة رئيس البنك الأهلي والذي يهمه أن يفهم رجل الشارع ما هو الشمول المالي، ونظرًا لأن هشام بحكم مكانته كنائب لرئيس اتحاد البنوك يتولي رئاسة مؤتمر »‬ الناس والبنوك »‬ واختار له هذا العام شخصية بنكية ناجحة جدا وهو يحيي أبو الفتوح النائب الأول لرئيس البنك الأهلي... واختار يحيي شخصيات الحوار علي رأسهم محمد الديب رئيس بنك قطر الأهلي ومي أبو النجا وكيل محافظ البنك المركزي ومحمد عكاشة العضو المنتدب لشركة فوري وترأس الحوار هشام عكاشة وكان الموضوع »‬ الشمول المالي.. ما له.. وما عليه »‬.. الحوار كان بالأمس والتوصيات أرسلوها لمجلس الوزراء لدراسة تطبيقها وطبعا ستكون بإلغاء الكاش والتعامل بالبطاقة الإليكترونية.. بعد أن دخل المحمول علي الخط وأصبح يعمل في نقل الأموال.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف