أربعة وأربعون عاما مرت علي انتصار أكتوبر العظيم إحتفالاتنا بهذا النصر الغالي هذا العام كانت مختلفة بكل المقاييس عن الأعوام الماضية، فقد عادت روح أكتوبر بقوة.. تلك الروح التي اعطاها الشعب لطليعة الأبطال الذين قاتلوا حينما كان القتال ضرورة، وفاوضوا حينما أصبح التفاوض من موقع القوة، وفي الحالتين كان العقل يقظا وكان السلاح صاحياً.
وكان خلف كتائب المقاتلين وفرق المفاوضين شعب اعاد صياغة موارده وترتيب عقله وتوجهاته وأعطي عن سخاء زهرة شبابه قربانا لاسترداد الشرف الوطني.. هذا العام بدأنا نجني ثمار جهود أعوام لا تزيد عن اصابع اليد الواحدة حققنا فيها مالم يكن يتحقق في عشرات الأعوام في مجالات الإصلاح الاقتصادي الذي تحمله أبناء الشعب بصبر وصمود لا يقل عن ما تحملناه خلال سنوات الحرب، وانطلقنا في التعمير والبناء، وأعدنا بناء وتطوير قواتنا المسلحة، وقدم الوطن خيرة شبابه لمواجهة الإرهاب الأسود وحققنا نجاحات كبيرة رغم وقوع عمليات إجرامية هنا أو هناك كان آخرها معركة الواحات.. تماماً كما كنا خلال حرب أكتوبر التي حققنا فيها عبور القناة في ست ساعات وكان البعض يؤكد انها تحتاج إلي قنبلة ذرية حتي يمكننا ان نعبر.. حققنا انجازات كبيرة بعد ان استعدنا روح أكتوبر التي لا شك انها سوف تمكننا من الانتصار علي الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار لبلدنا الآمن.
سنواجه الإرهاب والتطرف بالتنمية والتعمير والتضحية بكل غال بالعمل والإنجاز والدقة والشفافية الكاملة في مواجهة المشاكل والعقبات لقد استعدنا روح أكتوبر العظيم.. روح العطاء والتضحية والالتزام بإعادة تعمير كل شبر من هذه الأرض الطيبة ولن نسمح لأحد أن يأخذ منا حبة رمل واحدة.