نيوتن
حادث الواحات.. وحديث المصالحة
(عزيزى نيوتن،
كان اللوم يُوجه للترتيبات الأمنية الملحقة باتفاقية السلام مع إسرائيل. والتى من شأنها أن حددت منذ توقيعها حجم قواتنا العاملة فى وسط وشرق سيناء خاصة المنطقة (ج). مما سمح لتعاظم شأن الإرهاب المسلح هناك بعد انسحاب إسرائيل الأحادى من غزة ثم إعلان دولة حماس هناك.
لكن عملية طريق الواحات الأخيرة، وحجم النيران والسلاح الذى استخدمه الإرهاب ضد قوات الشرطة، قد يزعزع تلك النظرية ويسقطها من أساسها. فأرض العمليات لا علاقة لها بالمنطقتين (ب) و(ج). ولا يوجد مانع لتواجد الدولة وبسط سيادتها وهيمنتها القصوى هناك.
كذلك تنص المادة ٢٠٦ من الدستور على أن «الشرطة هيئة مدنية نظامية فى خدمة الشعب. وتكفل للمواطنين الطمأنينة والأمن، وتسهر على حفظ النظام العام والآداب العامة... إلخ». أى أن مواجهة الإرهاب المسلح تسليحاً عسكرياً كأعتى ما تكون الجيوش، غرب القناة كما هو الحال شرقها، هو ليس من اختصاص هيئة الشرطة المدنية. وإنما يقع عاتق ذلك على القوات المسلحة.
■ ■ ■
عزيزى نيوتن،
ما انفك حديث المصالحة مع الخونة الإخوان يطل برأسه كل حين. ولست أدرى لمصلحة من تكرار هذا الحديث، أَلِمصلحة الوطن هو. أم لمهادنتهم؟ حتى إذا ما رأوْا يوماً منا غرةً. وثبوا علينا مرة أخرى. ولو فعلوا، ففى هذه المرة هلاك دولتنا، ولاعذر لنا عندئذٍ ولا منقذ، فالمؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين.
إن الذين يدعون إلى المصالحة مع الإخوان ويسعون فيها. هم كالذين يدعون إلى تغيير خلق الله ويسعون فيه. فالإخوان هجين لئيم ورهط سقيم من البشر. جُبِل على الخيانة. ودَرَج على الكذب. وشَبَّ على الإرهاب واحتقار الوطن وكراهية الدولة وعلمها وسلامها وجيشها. وهم لا يملكون
تغيير طبائعهم. تلك التى تجرى منهم مجرى الدم فى العروق. عندما يتم ذكرهم. يجب أن نتذكر دائماً أنه لا حياة مع الإخوان. ولا إخوان مع الحياة.
د. يحيى نور الدين طراف).