الأهرام
عطية ابو زيد
كلام ماتوا حتى تعيشوا أنتم
عندما يستشهد 16 بطلا دفعة واحدة، ولم يكونوا على موعد مع المحبوب لكنهم كانوا على موعد مع رصاصات غدر الأوباش لتأمين كل منا فى بيته وعلى سريره داخل غرف نومنا، تركوا عائلاتهم وأبناءهم من أجلنا، حتى نحيا فى أمان ونجلس خلف لوحات مفاتيح أجهزتنا لنفتى بما لا نعلم ويفضحنا جهلنا.

مع العلم أن أيا من هؤلاء لو سمع صوت طلقة آلى سيتوقف قلبه فورا من الخوف.

ولأننا فى الأغلب أميون ونميل إلى النميمة فقد انتشرت الشائعات بسرعة كبيرة وغزاها الميليشيات الالكترونية للجماعة الإرهابية من أجل هز ثقتنا فى شرطتنا وقواتنا المسلحة. ووجد أغلب الإعلام الغربى ـ بحسب ارتباطه بالأجهزة الأمنية فى دولته ـ ضالته فى الحادث للانتقام من الدولة التى أجهضت مخطط الشرق الأوسط الكبير وأضاعت ملياراتهم فى الهواء. بالغوا فى أعداد القتلى وأن هناك أسرى وعشرات العربات المحترقة وغير ذلك من الجمل الانتقامية.

وظهر العشرات من الخبراء الأمنيين على شاشاتنا نحن لتحليل ماحدث ولا أدرى ما كل هذه الجرأة التى يتمتع بها هؤلاء رغم احترامى لأشخاصهم، كيف أتصدى للتحليل وليس هناك أى معلومات مستفيضة عن العملية سوى بيان الداخلية المقتضب. لا أدري....!!!!

ثم بدأت معركة بين المنتمين للإخوان ونشطاء شبكات التواصل [الناس الفاضية] بين شماتة وردود منتهى قلة الأدب وكأننا فى ساحة ردح أو حلبة شتائم، كل هذا على أنغام طلقات رصاص أغتيال الشهداء ورائحة دمائهم الزكية، ولم يراع أحد جلال وهيبة مواكب نعوشهم وهى توارى الثرى ولكن هذه المرة بالزغاريد وليس الصراخ. شكرا يامن ربيتم هؤلاء وقدمتموهم فداء للوطن حتى يعيش كل مدعى الحرية خلف لوحاتهم الإلكترونية فى أمان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف