قدرى ابو حسين
أشرف المعارك ضد المأجورين
فجعت مصر في أعز وأخلص أبنائها من رجال الشرطة البواسل الذين ارتوت أرض الواحات بدمائهم الطاهرة الزكية وهم يخوضون أشرف المعارك ضد ُشذاذ الآفاق والمرتزقة والمأجورين والمتاجرين بالدين من جماعات الإرهاب الخسيس التي تعمل لزعزعة الأمن والاستقرار في وطننا العزيز. المصاب جلل والخسارة جسيمة والقلوب يعتصرها الحزن ويملؤها الأسي لكل طفل فقد أباه ولكل زوجة ترملت ولكل أم وأب أوجعهما فقد السند ــ لهم الله جميعاً وجنة الخُلد هي مستقر الشهداء الأبرار ــ في خضم هذه المدلهمة فإنه من الواجب الأخذ في الاعتبار ما يلي:ــ
ــ الشعب المصري كعادته عبقري المواقف اتخذ قراره منذ الوهلة الأولي. نحن في حرب ضد الإرهاب لا ضير أن تخذل في أحد معاركها لكن هيهات سوف يكون النصر حليفنا ودحر الإرهاب والقضاء عليه هدفنا ومرادنا وسوف يتحقق يقيناً بإذن الله. ولمن يبغي التيقن من ذلك عليه متابعة جنازات شهدائنا الأبرار ويري تحولها إلي وداع شعبي يشارك فيه الجميع كباراً وشباباً وأطفالاً ونساء وفتيات كلهم حماس وإصرار لدحر الإرهاب.
ــ الإعلام المصري سقط سقوطها مروعاً وفشل فشلاً ذريعاً أدرك الجميع ذلك يستوي فيها الإعلام الحكومي والخاص المقروء والمشاهد والمسموع.. لقد كان نشاذاً في تعامله مع هذا الحدث. الحزن يلف مصر جميعها وبرامج التليفزيون التهريجية هي كما هي حتي عند محاولات التغطية الإعلامية كانت هزيلة ومتهافتة وغير مقنعة.
ــ الحكومة بكل مكوناتها تعاملت مع الحدث وكأنه وقع في دولة أخري ويخص شعباً آخر. لم تنفعل به كما يجب ومشاطرتها وأسر الشهداء والمصابين بل والشعب المصري كافة باهتة متدنية لا تليق بحجم الكارثة وتداعياتها. وأعتقد أن سقوطا يتماثل مع سقوط الإعلام.
ــ مازالت الخلايا النائمة والنصف نائمة تعمل بكل جد واجتهاد ووجدت في هذا الحدث ضالتها. استثمرته والطابور الخامس في التشكيك في بطولات الجيش والشرطة ووطنية القيادة السياسية والتأييد المطلق لها من كل قوي الشعب. الغريب في الأمر أننا نترك هؤلاء يعيثون في المجتمع فساداً. الكثير منهم يعتلي مواقع الصدارة سياسياً وتنفيذياً واقتصادياً رغم أنهم جميعاً تعاونوا في وصول الإخوان الأشرار لسدة الحكم وعاونوهم ودعموهم وتوافقوا معهم. آن الأوان لأن يتخذ النظام موقفاً ضد هؤلاء.