عزف الأهلي أمس الأول علي ستاد برج العرب سيمفونية كروية جميلة جمع فيها المعادلة الصعبة بين الأداء الجيد والنتيجة الإيجابية.. كم تشوقنا أن نري هذا الأداء وهذه الأهداف منذ فترة طويلة وكنا نرجوها للمنتخب الوطني قبل الأهلي خاصة في مباراة الكونغو الأخيرة التي شفنا فيها السبع نجوم في عز الليل مش "الضهر"!
** لم نشعر بغياب أحمد فتحي أو حسام عاشور وحتي عبدالله السعيد.. وهذا يؤكد مقولة الأهلي بمن حضر.. فقد كان الجميع نجوماً وعند حسن الظن بهم وعلي مستوي المسئولية.. ولم يتركوا الجماهير الغفيرة التي ساندتهم في حيرة فترة طويلة.
** فقد بدأ معلول هز الشباك وفك شفرة مرمي النجم فتوالت الأهداف تباعاً علي مدي شوطي المباراة ليتجرع النجم هزيمة مذلة كما وصفتها الصحافة التونسية.. ومخطئ من يقول إن النجم كان مستسلماً بل الأهلي هو الذي فرض عليه رفع الراية "البيضا".
** لم يتفوق الأهلي علي النجم فقط بل تفوق لاعبوه علي أنفسهم وكافأهم التوفيق الذي يصاحب المجتهدين.. ويجب هنا ألا نغفل الدور الذي لعبه الجهاز الفني بقيادة حسام البدري والذي أحسن تجهيز الفريق خاصة من الناحية النفسية.
** فقد حرم البدري بحنكته وبصيرته النافذة فريق النجم من الثأر لشقيقه فريق الترجي بل أصر البدري وكتيبته علي إسقاط النجم بنتيجة تاريخية ستظل محفورة في ذاكرته وتاريخه طول العمر.
** ولم يرد الأهلي ورجاله علي النجم الساحلي فقط بل وايضا علي بعض المشككين و"التويتة" الغريبة التي تناولها عمر هريدي والتي أشار فيها إلي أنه رأي أحد المرشحين في انتخابات الأهلي جالس بأحد الكافيهات بالإسكندرية مع بعض من لاعبي الأهلي قبل المباراة ومعه شنطة أعطاها لأحد اللاعبين!!
** وهذا الكلام لا يصح مطلقاً أن يخرج من عضو سابق بمجلس إدارة نادي الزمالك!!
فرد لاعبو الأهلي علي هريدي بسداسية تاريخية!! فنظرية المؤامرة يجب أن تختفي من حياتنا لأنها تضر بمجتمعنا وترسخ أموراً سلبية تقف حاجزاً أمام شبابنا ونظرتهم للمستقبل!!
** طول عمر الأهلي يتعامل بأسلوب العمل المؤسسي ودائماً ينجح في فصل لاعبي الكرة عن الانتخابات ولا يسمح لأي عضو باستخدام نجومية أي لاعب في تلك المعركة التي ينظر إليها الأهلاوية أن الهدف منها هو خدمة البيت الأهلاوي وليس التفرقة بين أبنائه.
** إن فوز الأهلي علي النجم يعد وسيلة لغاية كبري هو المنتخب الوطني لأن لاعبي الأهلي يمثلون العمود الفقري للمنتخب وبالتالي تألقهم من شأنه أن ينعكس بصورة إيجابية علي الفراعنة قبل خوض غمار مونديال روسيا 2018.
** كم أعجبني الحس الراقي للشارع الكروي المصري والذي رفض بصورة تلقائية وحس وطني عال الاحتفال بهذا الفوز العريض لحالة الحزن التي تسكننا جميعاً بعد حادث الواحات علي أيدي السفلة والسفاحين وترحماً علي أرواح شهداء مصر الحبيبة ورجالها.. ومراعاة لأهل مصر الذين هم أهل جميع الشهداء.
والله من وراء القصد