محمود سلطان
فصل الفنانين.. اضرب المربوط الكل "يتلم"!
قررت نقابة المهن التمثيلية، فصل ثلاثة فنانين وهم "هشام عبد الحميد، ومحمد شومان، وهشام عبد الله".. وقال نقيب المهن التمثيلية، أشرف زكي، إن فصلهم بسبب مخالفة قانونية؛ لتأخرهم عن سداد الاشتراك السنوي لمدة عام.
وقال "زكي" لفضائية "العاصمة"، يوم أمس الأول 24/10/2017، إن القانون ينص على أن من لا يدفع اشتراك النقابة لمدة تزيد على عام، يتم فصله!
هذه المقدمة التي بدأ بها "زكي"، كلامه، شاء من خلالها، الإيحاء بأن قرار الفصل ليس سياسيًا، يتعلق بموقف الفنانين الثلاثة من نظام حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي.. ولو سكت "زكي" عند حدود هذه المقدمة، لكان خيرًا له، ولربما صدقه البعض، رغم أننا لا نعرف عدد الفنانين الذين تأخروا مثلهم عن السداد، وما إذا كانت النقابة اتخذت بشأنهم قرارًا مشابهًا، أم أن الثلاثة "المفصولين" اُستهدفوا تحديدًا دون غيرهم من زملائهم المتأخرين عن السداد.
النقيب لم يوضح لنا، ما إذا كان وزّع قرارات الفصل بالتساوي، واكتفى بتقديم سبب فصل الثلاثة: عبد الحميد، وشومان، وعبد الله.
غير أن أشرف زكي، لم يمهلنا كثيرًا لتجنب إحساسنا بسوء قصده ونيته، إذ استرسل في الكلام الذي كشف بعده، السبب الحقيقي، لوضع الفنانين الثلاثة هدفًا في ميدان رماية نقابة المهن التمثيلية.
قال "زكي": "نتمنى إن الناس دي تفوق، ويعرفوا أنهم بقوا فنانين مشهورين بسبب هذه البلد العظيمة، وأنا شاهد على بداياتهم، اللي كانت من مصر، عايز أقولهم إن الشعب اللي خلاكم ممثلين معروفين، ميستحقش منكم دا"!! انتهى.
لم يعد خافيًا الآن، أن قرار الفصل غُلف بورق سوليفان "القانون المزعوم".. إلا أن بقية كلام زكي، أكد ـ على سبيل القطع لا الاحتمال ـ أن فصلهم كان عقابًا لهم على مواقفهم السياسية؛ لظهور بعضهم كإعلاميين في فضائيات محسوبة على المعارضة في الخارج!
الموضوع قد يبدو في ظاهره بسيطًا، ولكنه يخفي سياسة ممنهجة، سيتعرض لها كل من خرج عن "الصف"، وارتدى "تي شيرت" مختلفًا، ورفض أداء التحية لسياسات النظام الحالي.
وأخطر في هذه الظاهرة أنها تتبع سياسة "الأرض المحروقة": هدم المنازل أو الفصل من المهن والوظائف.. أو سحب الجنسية أو الطرد من البلد، كما دعا إلى ذلك صراحةً رئيس البرلمان، د. علي عبد العال!
ارتجالية غير المحترفين في التعامل مع المعارضين والخصوم، لا تنفع في إدارة الدول، لأنها تؤسس لعنف رسمي "طائش" يقطع الطريق على أية جهود أو نوايا للتعايش السلمي، ويعزز من نزعات الانقسام وتجزئة الوطن إلى جيوب وجبهات وخنادق وصفوف متخاصمة ومتصارعة، وفي علاقات ثأر ليس بوسع أحد أن يتوقع شكلها أو سقفها، وهي بيئة مشجعة للعنف والإرهاب.. وجاذبة للإرهابيين وطاردة للمستثمرين.