الجمهورية
د . أحمد عفيفى
عبور الهيبة والثقة
احتفلت مصر والامة العربية بالذكري الـ 44 لنصر اكتوبر المجيد. ذلك النصر الوحيد الذي حققه العرب علي الكيان الصهيوني منذ نشأته الي الآن. وهنا تكون التحية واجبة لارواح 100 الف شهيد مصري سقطوا في ميادين العزة والكرامة للدفاع عن الارض والعرض. والذي كان من شأنه الحفاظ علي ارض الفيروز كجزء عزيز وغال واصيل من ارض مصر.
وعلي الجيل الحالي ان يعلم ان اجدادهم وآباءهم ابوا الا ان تكون راية الوطن عالية خفاقة في عنان السماء. فعلي الرغم من محدودية قدرات الجيش في امتلاك المعدات العسكرية المتطورة. والمجيء في مرحلة تالية لقدرات الكيان المعادي المدعوم من قوي عالمية في ذلك الوقت. فإنه استطاع ان يسطر ملحمة عسكرية مازالت تدرس في اعرق المدارس والمعاهد العسكرية علي مستوي العالم.
وهنا لا توجد مساحة لعلامات التعجب. بل وتزول الدهشة لأنه كان هناك فارق لصالح الجيش المصري لم تذكره الكتب والوثائق. الا وهو مضمون عقيدة المقاتل المصري والتي تلخص في كلمتين صعب علي العدو المتغطرس فهمهما الا وهما النصر او الشهادة.
والشكر هنا موصول للشعب المصري العظيم الذي ادرك بموروثه الثقافي ان شمس المستقبل لن تشرق الا باسترداد الحق المغتصب. فتحمل الكثير من الضغوط من اجل اعداد وتهيئة الدولة للحرب دون ضجر او تزمر. فكان العبور الذي اعاد الهيبة والثقة.
وما يؤكد ان شباب اليوم ماهم الا امتداد طبيعي لابطال اكتوبر. هو ما اشار اليه الرئيس السيسي بتقديره لتحمل المصريين تبعات اللحظة الراهنة للمرور من نفق الازمات المدبرة بفعل فاعل لاسقاط الدولة المصرية.. وهذا للحق ليس بغريب علي شعب تاريخه ضارب في اعماق التاريخ الانساني. ولة جينات خاصة تؤثر الكرامة والحفاظ علي الارض قبل اي اغراض دنيوية زائلة.
اما الاشارة الي ذكري النصر العظيم وان كانت مستحقة وصادقة من القلب. الا انها تحمل في طياتها رسالتين. احداهما لرجال الجيش الذين يتسابقون لنيل الشهادة في سيناء للحفاظ عليها من المارقين المغيبين القتلة المأجورين. لنؤكد لهم ان الشعب المصري بلا استثناء وراءكم يدعمكم ويؤيد خطاكم.. اما الرسالة الثانية فهي للمارقين المأجورين لنؤكد لهم ان امامكم ثلاثة حلول لا رابع لها. اما الفرار السريع والتخلص نهائيا من الاحلام السوداء بالوجود علي ارض سيناء. او الاستسلام لقوات الجيش المصري العظيم معلنين التوبة والاستعداد لتلقي العقاب عما ارتكبت ايديكم من آثام.. اما في حال المضي قدما في البغي والغي فان مموليكم سيبذلون مزيداً من الجهد في البحث عن بقايا اشلائكم التي ستتناثر حتما علي الارض الطيبة العصية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف