الجمهورية
احمد الشامى
لن تنكسر
أبداً لن تنجح محاولات كسر إرادة مصر. ولن نذرف الدموع المكبوتة من مآقينا حزناً علي فراق ابنائنا الذين استشهدوا في صحراء الواحات اثناء مطاردة خلية ارهابية مأجورة قبل أيام. فقد طوقوا أعناقنا بحبهم لوطنهم ووفائهم العظيم و انتصروا علي الإرهاب الذي يتلقي دعماً لوجستياً ومالياً لا محدود من الدوحة. لن يكسر القتلة إرادة أمة قررت أن تقاوم السفاحين بآخر طفل وليد يحبو في ربوع حواريها. لقد ضحي الشهداء بحياتهم من أجل أن نعيش وتظل هاماتنا مرفوعة الرأس رغم ما يحصل عليه السفاحون من أموال لتنفيذ مخططات خارجية لمخابرات دولية تسعي لعرقلة أي تقدم علي كافة المسارات في مصر خصوصاً الاقتصادية من أجل شعبها حتي يظل يئن. لكن دماء الأبطال احبطت مؤامراتهم الواحدة تلو الأخري. والتي بدأت عقب ثورة يناير في محاولة لإسقاط مصر وتقسيم دول المنطقة. ضاعت أحلام الإخوان المأجورين الذين يسعون لضرب الجيش والشرطة باعتبارهما حماة الشعب.
إن هزيمة جماعة الإخوان ممثلة في ذراعها الإرهابي "داعش" في سوريا والعراق وليبيا جعلها تبحث عن مأوي في مصر تجمع فيه بقايا كافة هذه التنظيمات الإرهابية التي تم دحرها في هذه الدول. خصوصاً بعد خروج التنظيم من مدينة الرقة السورية باتفاق مشبوه مع التحالف الدولي وتسليمها إلي ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" التي سمحت بالخروج الآمن للعشرات من مقاتلي التنظيم إلي ريف دير الزور ومنه إلي أي مكان في العالم. والسؤال الآن لماذا تم السماح لأعضاء داعش بالخروج من الرقة يحملون أعلامهم. ويبدو أن الدوحة وراءهذا الاتفاق الذي استهدف وصول الإرهابيين إلي مصر للانتقام منها بسبب موقفها الرافض لدعم الدوحة للإرهاب. في الوقت الذي أعلن فيه التحالف الدولي بقيادة واشنطن أنه لم يشارك في هذا الاتفاق. فكيف يسمح للمهزوم في حرب أن يخرج منتصراً دون حتي مجرد محاكمة.
وأري أن القضاء علي الإرهاب لابد أن يتزامن مع تنفيذ الخطط الاقتصادية والاجتماعية التي اطلقتها الحكومة لتحقيق التنمية المنشودة ويأتي في مقدمتها. خطة خفض معدل النمو الساني. بعد ان وصل إلي معدلات تفوق الكثير من دول العالم. إذ يصل إلي 5 أضعاف نظيره الصيني. ووضع استراتيجية للانجاب ليس بدعة كما يتصور البعض بل سبقتنا إليه دول كثيرة في مقدمتها الصين التي تتبع سياسة لتحديد النسل. منذ عام 1978 اطلقت عليها رسمياً "سياسة الطفل الواحد". إذا لا يسمح لكل زوجين بإنجاب اكثر من طفل واحد وذلك بهدف تخفيف المشاكل الاقتصادية والاجتماعية. وأعلنت الحكومة أن هذه السياسة منعت أكثر من 250 مليون ولادة منذ تطبيقها وحتي عام 2000. ولذا فإن الدول الحريصة علي تحقيق التنمية لا تكف عن إزالة كافة العوائق خصوصاً في حال كانت ترتبط بزيادة سكانية لا يتحملها الاقتصاد.
وأقول لكم. إن تكاتف الشعب مع الجيش والشرطة السبيل الوحيد للانتصار في كل الحروب التي نخوضها ولذا فإن إعداد وزارة الصحة والسكان للحملة القومية لضبط معدلات النمو السكاني. تحت عنوان "تنمية مصر.. طفلين وبس". جاءت في الوقت المناسب قبل أن تتفاقم المشكلة وتصبح خارج نطاق السيطرة وتضيع جهود التنمية التي تسخر لها الدولة كل امكانتها وقطعت فيها شوطاً طويلاً من خلال تنفيذ العديد من المشروعات القومية يأتي في مقدمتها قناة السويس الجديدة والمليون ونصف المليون فدان. وإنشاء العديد من المدن الجديدة والانفاق. وإعادة مئات المصانع للعمل. وكل ذلك يتم وفق أولوية تستهدف المحافظات الاكثر احتياجاً. التي بها أعلي معدلات نمو سكاني. إذ يتعين علي جميع المواطنين أن يعلموا بحجم المشكلة وانها السبب الرئيسي في عدم وصولنا إلي النتائج المرجوة للتنمية في أسرع وقت ممكن كما تخطط الدولة. وعلينا أن نتأكد أن إرادة مصر لن تنكسر وقادرة علي تحقيق كل ما تتمناه بفضل أبنائه المخلصين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف