ترك المشاكل دون حل يحولها إلي معضلات معقدة بسبب عدم مد اليد لها علي مدار سنوات وكلما زادت المدة الزمنية احتاج الأمر إلي قرار جريء غير تقليدي والتجربة أثبتت أن معظم الكوارث التي نعيشها خاصة تلك المرتبطة بالسياسات الاقتصادية وتطوير منظومة الإنتاج تلك التي آثر المسئولون عدم الاقتراب منها.
ولأن صاحب القرار قد يتعرض لسهام كثيرة ويضطر إلي خوض حقول ألغام عديدة فالغالبية العظمي من المسئولين بمختلف مستوياتهم ينأون بأنفسهم عن خوض غمار هذه المشاكل ويتحاشي الكثير منهم التعرض لها وببعض المواءمات و اتباع سياسة تطييب الخواطر تمر أيام مسئوليتهم علي خير وتزداد الملفات التي كانوا مسئولين عن إدارتها تعقيدا وللأسف أغلب مسئولينا من هذه النوعية التي تؤثر السلامة.
والحقيقة التي يعلمها الجميع هي أن الوطن الآن لا يمكنه تحمل مزيد من الارتباك ومزيد من تأجيل فتح الملفات الشائكة واستمرار اصحاب الايدي المرتعشة بمواقع المسئولية معناه أننا نتورط كلنا في مستنقع من الفشل سيكون من الصعب جدا الخروج منه وكلما حظي المسئول بالرضي اعلم انه مسئول فاشل "مطيباتي" وكلما زاد الحق والضيق اعلم انه صاحب القرار.
من خلال متابعتي لمجلس النواب بحكم عملي كمحرر برلماني لاحظت ان اكثر وزير تعرض للنقد بشكل غير مبرر هو وزير الزراعة حيث تعرض فور توليه الوزارة لحملة عنيفة عبر عديد من وسائل الإعلام صاحبة الاجندات المعروفة التي يمولها اصحاب مصالح تلاها تصريحات هجومية من عدد من نواب البرلمان اغلبها غير منطقي مثل ان الوزير لا يعبر مجلس النواب اهتماما ويتعمد عدم حضور اجتماعات لجانه وهو ما لفت انتباهي للبحث عن طبيعة هذا الوزير وصادف أن جمعني لقاء بأحد اصدقائي من مسئولي وزارة الزراعة والذي قال لي إنه رغم افتقاده لعلاقة جيدة بالوزير إلا أنه اول وزير زراعة منذ يوسف والي يمتلك قراره ويفتح ملفات شائكة ومعقدة لم يكن يفكر أحد في التطرق لها.. خوفي ان يشمل التغيير الوزاري هذا الرجل "تقيل الدم" علي كثيرين علي اعتبار اننا شعب يجب "الطبطبة" و"المطبطباتية".