كل صباح كانوا يخرجون من بيوتهم. ولا يدرون إن كانوا سيعودون إليها أم لا.. كم مرة حمل كل منهم روحه علي كفه. وسلاحه علي كتفه. في طريقه إلي عملية جديدة لا يعرف إذا كان سيرجع منها سليماً. أو مصاباً. أو جثماناً بانتظار مثواه الأخير.. هل جرب أحدكم مثلهم أن يحتضن ابنه بقوة. أو يطبع قبلة وداع علي وجنة ابنته. أو يطيل النظر إلي وجه زوجته. ربما تكون المرة الأخيرة التي يراهم فيها ؟.. هل بمقدور أي منا أن يتحمل كما تحملوا هذا الاختبار الصعب. بدل المرة ألف مرة. حتي شاء قدرهم أن تكون هذه المرة هي الأخيرة في كل شئ.. الحضن الأخير.. القبلة الأخيرة.. النظرة الأخيرة.. الخروج الأخير.. اللاعودة.!!
آهي من وجع القلب علي شهدائنا في حادث الواحات. الذين حصد الغدر. والإرهاب الأسود. والتطرف الأعمي أرواحهم بدم بارد.. وألف آهي علي قلوب ذويهم التي تنزف ألماً. وحزناً علي فراقهم دون ذنب إلا أنهم نذروا أنفسهم للدفاع عن وطن. وأرض. وعرض. وغد بلا خوف.. كل ذنبهم عند عدوهم أنهم سند البلد.. ودرع الغلابة في وجه ذيول الإرهاب الذين زرعهم "أهل الشر" في أرضنا. ويروون عملياتهم القذرة. بالمال. والسلاح. في محاولات مستميتة لضرب الاستقرار. وتهديد الأمن. واستعادة سيناريو إنهاك الدولة. ووأد حلمها في أن تنهض. وتواصل طريقها بثبات باتجاه مستقبل يبني. ويعمر. ويشيع روح الأمل في نفوس شاءوا علي مدار سبع سنوات مضت أن يقتلها اليأس.
وبقدر حزن غلب عليَّ. وبقدر حزني لحزن أهل كل شهيد راح ضحية هذه العملية الإرهابية الخسيسة. لم يسكت عني الغضب إزاء تغطية إعلامية مشبوهة. علي شاشة الجزيرة القطرية. التي نضحت غِلاً. وكُرهاً. ووضاعة. ولم تُخفِ في وقاحة حالة عداء ظاهرة. ومتواصلة علي مصر. التي ساءهم في "إمارة الإرهاب" أن تفلت من مخطط الفوضي. والخراب الذي أرادوه لها. ومر عليها "الخريف العربي" دون أن تذبل. أو تسقط كغيرها مِن دول عربية شقيقة تفككت. وتحللت. ولن تشرق عليها شمس الأمن والاستقرار قبل أعوام لا يعلم عددها إلا الله.
الفضائية العميلة التي دأبت علي أن تبث سمومها من "الدوحة". وتوجه سهام الغدر. كل يوم. إلي الصدر العربي هنا وهناك. في إطار حملات ممنهجة تنفذها بالحرف. ولا تخرج فيها عن النص المكتوب لها. بهدف واضح. وواحد هو تخريب المنطقة. وفي القلب منها مصر. عمدت كعادتها في تغطيتها الموسعة. والموجهة. للعملية الإرهابية الأخيرة إلي تجنب وصف مَن سقطوا من رجال الشرطة المصرية باعتبارهم "شهداء". بل تنوع الوصف تارة بأنهم قتلي. وأخري علي أنهم ضحايا. في حين لم تخرج تسميتها للإرهابيين الذين تلطخت أياديهم النجسة بدماء شهدائنا الطاهرة عن كونهم "مجموعة وصفتهم الدولة المصرية بالإرهابيين¢.!!
علي "جزيرة الشيطان" عدو مبين.. وجوه عليها غبرة.. مذيعون. وضيوف من "مطاريد الجماعة".. رهن الإشارة. وعلي الخط. بانتظار "رنة" مَن تطلق عليهم "خبراء أمنيين". و "كُتاب صحفيين". وحقوقيين.. بالإسم هم مصريون.. وبالفعل عملاء. ومأجورون.. لا يعصون مَن أمرهم. ويفعلون ما يؤمرون.. علي "الجزيرة" أموال كثيرة.. ونفوس رخيصة.. وعليهم غضب.. أما مصر فستظل عصية أبيَّة.. "وإن كان في أرضها مات شهيد. فيه ألف غيره بيتولد".