الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم - والفضل للفريق جلال سرى فى معجزة الساتر الترابى !
18 ــ أتابع باهتمام وإعجاب ما تنشرونه عن حرب أكتوبر والحديث عن قادة لم يتم إلقاء الضوء على ما قدموه وفى هذا السياق فإنى أذكر اثنين من أمثال هؤلاء القادة الأول هو الشهيد الفريق المهندس جلال الدين عبد العزيز سرى فبعد أن برزت فكرة استخدام المياه فى فتح ثغرات الساتر الترابى توجه اللواء جمال محمد على مدير المهندسين إلى المهندس صدقى سليمان وزير السد العالى وعرض عليه الفكرة وفى أقل من أربعة أيام تم نقل المعدات من أسوان إلى منطقة برقاش ونجحت التجربة فى فتح الثغرة ولكن نظرا لضخامة المعدات المستخدمة فإنها لم تكن تتناسب إطلاقا مع ظروف العمليات القتالية.. وهنا قرر مدير المهندسين صرف النظر عن هذه الطريقة واستمر ذلك لعدة شهور إلى أن قام العميد جلال سرى بصفته رئيسا لمهندسى الجيش الثانى وبمبادرة شخصية بعمل تجربة باستخدام طلمبة مياه ميكانيكية نجحت فى فتح الثغرة فى الساتر الترابى وعلى الفور جرى التعاقدعلى 400 طلمبة إنجليزية الصنع وبدأت وحداتنا فى التدريب عليها ولولا التجربة التى أجراهاالعميدجلال سرى ما كنا عدنا إلى معجزة استخدام طلمبات المياه فى فتح الثغرات.. أما المثال الثانى فهو الفريق أول محمد أحمد صادق وزير الحربية ففى أواخر فبراير عام 1972 كنت ضمن لجنة موفدة إلى ألمانيا الغربية لمعاينة مهمات كبارى حديثة فى ألمانيا وفرنسا وإنجلترا.. وفى ألمانيا اكتشفت وجود طلمبات توربينية قدرتها تعادل 3 أمثال الطلمبة الإنجليزية ولم أنتظر حتى انتهاء مأموريتى فأعددت تقريرا سلمته إلى اللواء جمال صدقى بصفته رئيس اللجنة ونظرا لأهميته سلمه مباشرة إلى الفريق صادق.. وعند عودتى بعد أسبوع إلى القاهرة فوجئت بأن الفريق صادق قد أحضر طلمبتين من الطلمبات الألمانية وبعد نجاح تجارب استخدامها تعاقدنا على 120 طلمبة تم استخدامها كلها فى العمليات يوم 6 أكتوبر 1973.

<< شكرا لصاحب الرسالة اللواء أ.ح مهندس محمد الحسينى عبد السلام

وغدا نستكمل الحديث ونستعيد الذكريات
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف