عام مضى على فعاليات أول مؤتمر للشباب بمدينة شرم الشيخ، الذى عقد فى نهايات أكتوبر من العام المنصرم.. عام مضى على الخطوة الأولى فى ذلك الطريق الفريد والصعب الذى اختارته لنفسها مؤسسة الرئاسة.. والذى فتحت به الباب للشباب.. ليعبر عن نفسه ويظهر قدراته.. وليتحدث بحرية لم تحدث من قبل فى تاريخ الوطن.. دون تحيزات مسبقة.. ودون إملاءات من أحد.. عام مضى على ولادة ذلك الهاشتاج الشهير #ابدع - انطلق على صفحات التواصل الاجتماعى.. الذى كان الشعار الأول لهذا الحدث الجديد على الساحة السياسية.. والذى آمن به الكثيرون ممن يريدون لهذا الوطن أن ينطلق للأمام.. وأدركوا أنه لا أمل لتحقيق تلك الرغبة إلا فى شبابه.. شبابه فقط!
فى مثل هذا الوقت تحديداً من العام الماضى كانت الشرارة الأولى لذلك الحدث.. كان الحلم يخطو خطواته الأولى ليصبح حقيقة.. كان الأمل يملأ نفوس هؤلاء الشباب الواعد ليخرج الحدث الذى تمنوه بالصورة التى تليق به وبهذا الوادى الطيب.. فى مثل هذا الوقت كنت شاهداً على هؤلاء الرائعين من شباب الوطن الأوفياء.. كنت هناك لأرصد إخلاصهم وتفانيهم.. واهتمامهم بكل تفصيلة مهما بدت تافهة.. ليخرج الحدث بشكل يليق بوطنهم قبل أن يليق بجهدهم الذى بذلوه.. كنت أراقب سعادتهم الممتزجة بالإرهاق والتعب الواضح على وجوههم وهم يتحركون بسرعة ومهارة ليتابعوا كل شىء.. كنت ألمح سعادة القيادة السياسية بهم.. وأشعر بما يعتمل فى نفس الرئيس.. وهو يتجول دون ترتيب مسبق بين جلسات المؤتمر ليسمع الجميع.. ويدون ملاحظاته بنفسه فى مفكرة صغيرة فى يده.. عام كامل مر.. وأربعة مؤتمرات مماثلة قد تم عقدها.. تطورت فيها الفكرة وتجملت بما كان ينقصها.. وبما يفيد الحدث والوطن معاً.. فتم إضافة جلسات مهمة مثل جلسة اسأل الرئيس التى أعتقد أنها من أفضل ما حدث خلال فعاليات المؤتمرات السابقة بأكملها.. وتم توسيع قاعدة المشاركة من الشباب ليحصل أكبر عدد منهم على فرصته فى الوجود فى هذا الحدث.. وليتأكد الجميع أن المؤتمر ليس لفئة بعينها.. ولا يستثنى أحداً مطلقاً.. عام كامل مر.. ولمسنا فيه نتائج الحدث على أرض الواقع.. فكانت النتيجة أكثر من ثلاث قوائم للعفو الرئاسى عن الشباب الذى لم يتورط فى أعمال عنف.. وكانت النتيجة هى تأسيس الهيئة الوطنية للتدريب التى تم افتتاحها منذ فترة قصيرة.. والتى تعد النواة الأولى لجيل جديد مؤهل لتسلم القيادة عن استحقاق.. فضلاً عن إنشاء الهيئة العامة لتنمية جنوب الصعيد.. التى كانت من توصيات المؤتمر الثالث الذى عقد فى أسوان.. عام كامل.. طاف المؤتمر أرجاء الجمهورية كلها.. وأصبح معتاداً للجميع أن يستمع إلى ما يشبه كشف حساب للحكومة.. وأن يعرض الوزراء ما انتهوا إليه بشفافية لم نعتدها فى هذا الوادى الطيب!
أربعة مؤتمرات كان صوت الانتقادات التى توجه إليها تخفت شيئاً فشيئاً.. فبعد أن كان الأمر مثاراً لسخرية أهل الشر.. ومادة للنقد السخيف الذى لا يهدف إلى صالح ولا يبحث عن الأفضل.. تغير الأمر بشكل جذرى.. فتحولت السخرية إلى صمت.. بل وأمنيات بالمشاركة فى الفترة الأخيرة حتى من المعارضين..!
يقولون إن البدايات دائماً هى ما تحدد النهايات.. وسلامة النوايا والإخلاص فى العمل هو ما يجعل النتيجة مرضية.. ويحول المجهود والإرهاق إلى دافع للمزيد منه.. ولأن البداية كانت قوية وعظيمة.. استمر الأمر محققاً نجاحاً أكثر مما كان منتظراً بكثير.. إنها أيام قليلة.. وتنطلق فعاليات منتدى الشباب العالمى على أرض نفس المدينة.. من قلب شرم الشيخ.. بعد عام واحد من انطلاق الفكرة.. لتتحول من حدث وطنى فريد.. لحدث عالمى ربما كان الأول من نوعه..
أيام قليلة.. ونفخر بشباب هذا الوطن وهو يستضيف شباب العالم على أرضه.. ويدعوهم للسلام.. من مدينة السلام..
عام واحد مضى على الفكرة لتصل إلى العالمية.. ولنؤمن جميعاً.. أنها ستحيا بقوة شبابها.. وإن كره الكارهون!
فسلاماً على من قرر أن يسمع صوت الجميع.. بدلاً من الصوت الواحد.. وسلاماً على من آمن بالشباب دون غيرهم.. لتحيا مصر.