الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم عباس وعفيفى وسلامة أبطال فى قصة السويس!
19 ــ سوف تبقى قصة صمود مدينة السويس أمام محاولات القوات الإسرائيلية اقتحامها تحت ستار اتفاق وقف إطلاق النار الذى جرى إبرامه تحت إشراف الأمم المتحدة يوم 22 أكتوبر عنوانا مضيئا ليس للسويس وحدها ولكن لكل مدن القناة التى ضربت فى كل الحروب التى خاضتها مصر أروع الأمثلة فى الفداء والتضحية حيث لم تفلح الغارات الجوية والحصار الشامل فى كسر روح المقاومة رغم أن السويس لم يكن بداخلها سوى بضعة آلاف من سكانها الذين لم يبرحوا مكانهم فى إطار عمليات التهجير التى تمت وفق خطة الدولة المصرية والاستحقاقات الواجبة لشن حرب الاستنزاف منذ عام 1968.

وإذن فإن البطولة هى بطولة شعب السويس أولا وأخيرا لكن وراء كل بطولة أبطال يمسكون دفة القيادة بعناية ويحسنون التخطيط ببراعة وفى السويس برز اسمان كبيران من خيرة رجال المؤسسة العسكرية أولهما العقيد فتحى عباس مسئول المخابرات الحربية المصرية فى قطاع جنوب قناة السويس والعميد أركان حرب يوسف عفيفى قائد الفرقة 19 مشاة ومن الأفراد المدنيين الشيخ حافظ سلامة الواعظ بمسجد الشهداء بالمدينة... كان فتحى عباس ذا رؤية ثاقبة عندما استشعر منذ وقوع الثغرة احتمال إقدام إسرائيل على اقتحام مدينة السويس لكسب نصر معنوى يرد لها بعض الاعتبار بعد هزيمتها فى معظم معارك الحرب فقرر الدفع بعدد من شباب منظمة سيناء إلى داخل المدينة بعد تزويدهم بالأسلحة والمؤن الغذائية الكافية... وفى ذات الوقت أقدم العميد يوسف عفيفى على خطوة استثنائية لم تكن واردة فى خطة العمليات ودفع بعدد من قناصى الدبابات المزودين بقذائف «أر بى جي» والقنابل اليدوية المضادة للدبابات إلى داخل السويس وهو ما لم يكن فى حسبان الإسرائيليين الذين توهموا أن الحصار والحرب النفسية ستفتح أمامهم أبواب السويس وسيستقبلهم شعبها برفع رايات الاستسلام ولكن هيهات فقد خاب ظنهم وخسروا على مداخل المدينة عددا كبيرا من الدبابات التى لقى أطقمها مصرعهم على يد المقاومين الأبطال.

وبعد غد نستكمل الحديث ونستعيد الذكريات
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف