محمد أمين المصرى
كلمات - «كنز» محمد سعد وغيره (2)
انتقدت الأسبوع الماضى الفنان محمد سعد الذى أهدر نجوميته وشعبيته وموهبته بعدم تجديد دمائه، وخاب ظنه بالتربع مدى الحياة على قلوب جمهوره، لدرجة أن دور العرض التى عرضت فيلمه قبل الأخير «تحت الترابيزة» العام الماضى أغلقت أبوابها بدون عرض الشريط السينمائى حيث لم يحضر أحد. فقد تمسك سعد بشخصية العبيط ورفض قبول نصائح ممن حوله بضرورة تغيير جلده ..حتى جاءته فرصة ذهبية فى فيلم «الكنز» لينهض من جديد ولكن وسط نجوم آخرين ويلعب دوره فى إطار جماعى كان يرفضه بشدة وقت ارتفاع شعبيته.
لقد تساءل الناقد طارق الشناوى بعد فشل «تحت الترابيزة» وأجاب فى نفس الوقت: «هل سيجد سعد من يحنو عليه من الجماهير؟ مع الأسف لا أتصور».. ولكن سعد خيب ظن النقاد والجمهور واستطاع بنفسه بعد الرضوخ لنصائح المتخصصين العودة إلى الملعب ليصول فى فيلم «الكنز» بشخصية بشر الكتاتني، ويترك البطولة المطلقة ليشارك بقية الممثلين أدوارهم المرسومة، بعد أن كان يصر على التدخل فى كل كبيرة وصغيرة فى مجريات الفيلم إعدادا وإخراجا واختيار من يعمل معه ظنا منه أن هذا حقه بسبب نجوميته.
ويعترف سعد بأن البطولة الجماعية التى طالما رفضها فى السابق هى كاللعب فى كأس العالم بنجوم محترفين وهذا يظهر تميز كل لاعب على حدة فى إطار المجموعة لأن اللعبة جماعية. لقد أصاب النجم المتجدد كبد الحقيقة، فالعمل الفنى والمباراة الرياضية عمل جماعي، وهكذا يجب أن تكون السياسة وحكم الدول الذى يشارك فيه جميع اللاعبين بقدر معلوم، مؤسسات الرئاسة والبرلمان والحكومة ليكون الحكم فى النهاية للشعب عن أداء هذه المؤسسات وهل تستمر فى مهمتها أم يتم النظر فى تغييرها والمجيء بمجموعة أخرى عبر الانتخابات الديمقراطية.
لقد نجح سعد عندما استعان بمتخصصين فى مجاله وكان على رأسهم المخرج شريف عرفه ليخرج إلى جمهوره بشخصية جديدة كانوا يتمنونها منه لأنه قادر على أدائها، ليؤكد أنه لن يفرط فى حق نفسه مرة أخرى حتى يرضى جمهوره الذى يريده فى كل الأدوار. و«كنز» سعد متاح للجميع، فقط عليهم الإيمان بالعمل الجماعى وليس غيره.