مرسى عطا الله
كل يوم - رجال المشير على فهمى وأكذوبة «القلب الجسور»!
20 - نحن نسميها الثغرة وهو مسمي صحيح لعملية التسلل الإسرائيلي في الدفرسوار، بينما كان الإسرائيليون يطلقون عليها اسم عملية «القلب الجسور» بهدف رفع الروح المعنوية لجيشهم المهزوم.
والقصة باختصار وإيجاز دقيق إنه عقب معارك الدبابات الرهيبة التي جرت يوم 14 أكتوبر 1973 تحت راية تطوير الهجوم المصري لتخفيف الضغط علي الجبهة السورية تمكنت سرية دبابات يرافقها بعض عناصر من المظليين من التسلل عبر قناة السويس عند منطقة الدفرسوار تحت غطاء ضغط عنيف بالطائرات والمدرعات علي الجانب الأيمن للفرقة 16 مشاة مستغلة وجود منطقة فاصلة بين الجيشين الثالث والثاني، وذلك مساء ليلة 15/16 أكتوبر... وكان هدف الإسرائيليين من العملية تدمير كتائب الصواريخ المضادة للطائرات في منطقة الدفرسوار لكي تمكن الطائرات الإسرائيلية من تغطية وحماية قوات شارون التي ستكلف بعمل رأس جسر علي الضفة الغربية للقناة ووضع أقدامهم بشكل يوحي بأنه عبور في مواجهة عبور، ولكن وبرغم نجاح الإسرائيليين في تدمير عدد من كتائب الصواريخ المصرية فإن قيادة الدفاع الجوي وعلي رأسها المشير محمد علي فهمي نجحت في أقل من 12 ساعة في تحريك معظم كتائب الصواريخ إلي مواقع تبادلية طوقت الجيب الإسرائيلي من كل اتجاه وحرمت الطيران الإسرائيلي من تقديم الدعم للقوات المتسللة، أو حماية المتسللين من الهجمات المضادة التي قادها رجال الصاعقة بشجاعة وجسارة وسقط خلالها عدد من الشهداء أبرزهم الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي.. وليس أدل علي سقوط أكذوبة «القلب الجسور» من أن حائط الصواريخ المصري المضاد للطائرات نجح في إسقاط 66 طائرة إسرائيلية في الفترة من 15 أكتوبر ــ بداية التسلل ــ وحتي 25 أكتوبر ــ عند وقف إطلاق النار ــ ومن يقرأ بدقة أوراق لجنة أجرانات الإسرائيلية يدرك أن قبول الإسرائيليين لوقف القتال كان نتيجة استشعارهم بانهيار أكذوبة «القلب الجسور» التي تحولت إلي حصار للقوات الإسرائيلية المتسللة نفسها علي عكس ما كانوا يحلمون!
وغدا نستكمل الحديث ونستعيد الذكريات